كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة وإسعاداً بعد إسعاد ولهذا ثنى انتهى وفي نسخة شرح عليها المناوي بعد وسعديك والخير في يديك فإنه قال أي في قدرتك ولم يذكر الشر لأن الأدب عدم ذكره صريحاً (فيقول هل رضيتم) أي بما صرتم إليه من النعيم المقيم والاستفهام للتقرير قال العلقمي وفي حديث جابر عند البزار وصححه ابن حبان هل تشتهون شيئاً (فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا) وفي رواية وهل شيء أفضل مما أعطيتنا (ما لم تعط أحداً من خلقك) أي الذين لم تدخلهم الجنة (فيقول إلا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا ربنا وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل) بضم أوله وكسر الحاء المهملة أي انزل (عليكم رضواني) قال العلقمي بكسر أوله وضمه وفي حديث جابر قال رضواني أكبر وفيه تلميح بقوله تعالى ورضوان من الله أكبر لأن الله رضاه سبب كل فوز وسعادة وكل من علم أن سيده راض عليه كان أقر علينه من كل نعيم لما في ذلك من التعظيم والتكريم وفي هذا الحديث أن النعيم الذي حصل لأهل الجنة لا مزيد عليه (فلا أسخط عليكم بعده أبداً) قال المناوي مفهومه أنه لا يسخط على أهل الجنة انتهى بل منطوقه ذلك (حم ق ت) عن أبي سعيد الخدري

• (أن الله تعالى يقول أنا عند ظن عبدي بي إن خيراً فخير وإن شراً فشر) قال المناوي أي أعامله على حسب ظنه وأفعل به ما يتوقعه مني وقال العلقمي قال النووي قال القاضي قيل معناه الغفران له إذا استغفر والقبول إذا ناب والإجابة إذا دعا والكفاية إذا طلب الكفاية وقيل المراد الرجا وتأميل العفو وهذا أصح (طس حل) عن وائلة

• (أن الله تعالى يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني) بفتح المثناة الفوقية وضم العين من عاد يعود عيادة فهو عائد والمريض معود وأما أعاد فمصدره الإعادة تقول أعاد فلان الجدار مثلاً إعادة فهو معيد والجدار معاد (قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عندي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي) قال العلقمي قال النووي قال العلماء أضاف المرض سبحانه إليه والمراد العبد تشريفاً للعبد وتقريباً قالوا ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي ويدل عله قوله في تمام الحديث لو أطعمته لوجدت ذلك عندي لو أسقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه (م) عن أبي هريرة

• (أن الله تعالى يقول أني لا هم بأهل الأرض عذاباً) بفتح اللام والهمزة وكسر الهاء وتضم وشدة الميم أي اعزم على إيقاع العذاب بهم وعذاباً منصوب على التمييز (فإذا نظرت إلى عمار بيوتي) أي عمار المساجد أنواع العبادة من صلاة وذكر ونحو ذلك (المتحابين في) أي لأجلي لا لغرض سوى ذلك

الصفحة 15