كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

(والمستغفرين بالأسحار) أي الطالبين من الله المغفرة في الأسحار (صرفت عذابي عنهم) أي عن أهل الأرض إكراماً لمن ذكر وفيه فضل الاستغفار بالسحر على الاستغفار في غيره والسحر محرك قبل الفجر (هب) عن أنس وهو حديث ضعيف

• (أن الله تعالى يقول أني لست على كل كلام الحكيم اقبل) الحكيم بمعنى الحاكم وهو القاضي والحكيم فعيل بمعنى فاعل وقيل الحكيم ذو الحكمة (ولكن اقبل على همه وهواه فإن كان همه وهواه فيما يحب الله ويرضى) فيه التفات (جعلت صمته) أي سكوته (حمداً لله ووقاراً وإن لم يتكلم) قال المناوي فيه رمز إلى علو مقام الفكر ومن ثم قال الفضيل أنه مخ العبادة وأعظمها (ابن النجار عن المهاجرين حبيب

• (أن الله تعالى يكتب للمريض أفضل ما كان يعمل في صحته ما دام في وثاقه) أي مرضه قال المناوي والمراد مرض ليس أصله معصية ترسله بسببه (وللمسافر) أي ويكتب للمسافر (أفضل ما كان يعمل في حضره) أي إذا شغله السفر عن ذلك العمل والمراد السفر الذي ليس بمعصية (طب) (عن أبي موسى) الأشعري

• (أن الله تعالى يكره فوق سمائه) قال المناوي خص الفوقية إيماء إلى أن كراهة ذلك شائعة متعارفة بين الملأ الأعلى (أن يخطأ أبو بكر الصديق) أي يكره أن ينسب إليه الخطأ (في الأرض) لكمال صديقيته وإخلاص سريرته (الحارث (طب) وابن شاهين في السنة عن معاذ) وإسناده ضعيف

• (أن الله تعالى يكره من الرجال الرفيع الصوت) أي شديده (ويحب الخفيض من الصوت) قال تعالى واغضض من صوتك الآية (هب) عن أبي أمامة

• (أن الله تعالى يلوم على العجز) أي التقصير والتهاون في الأمور قال العلقمي قال ابن رسلان العجز في الأصل عدم القدرة على الشيء فليس للعبد تأثير في القدرة بل القدرة في الحقيقة لله تعالى والعجز عند المتكلمين صفة وجودية قائمة بالعاجز تضاد القدرة والتقابل بينهما تقابل الضدين ومع هذا فالله تعالى يلوم على العجز وهو عدم الداعية الجازمة التي يسمى بها مكتسباً وإن كانت القدرة لله تعالى (ولكن عليك بالكيس) بفتح فسكون التيقظ في الأمر وإتيانه من حيث يرجى حصوله (فإذا غلبك أمر) أي بعد الاحتياط ولم تجد إلى الدفع سبيلاً (فقل حسبي الله ونعم الوكيل) أي لعذرك حينئذ وحاصله لا تكن عاجزاً وتقول حسبي الله بل كن يقظاً حازماً فإذا غلبك أمر فقل ذلك وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المفضي عليه لما أدبر حسبي الله ونعم الوكيل تعريضاً بأنه مظلوم فذكره أي أنت مقصر بترك الأشهاد والاحتياط (د) عن عوف بن مالك وهو حديث ضعيف

• (أن الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر) برفع الآخر لأنه صفة لثلث واختلفت الروايات في تعيين الوقت وقد انحصرت في ستة أشياء هذه ثانيها إذا مضى الثلث الأول ثالثها الثلث الأول أو النصف رابعها لنصف خامسها النصف أو الثلث الأخير وسادسها الإطلاق وجمع بين الروايات بأن ذلك يقع بحسب اختلاف

الصفحة 16