كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

حينئذ (طب) عن المقدام بن معدي كرب ورجاله ثقات

• (أنالإبل خلقت من الشياطين) يعني خلقت من طباع الشياطين (وأن وراء كل بعير شيطاناً) يعني إذا نفر البعير كان نفاره من شيطان يعدو خلفه فينفره فإذا أردتم ركوبها فسموا الله فإن التسمية تطرد ذلك الشيطان (ص) عن خالد بن معدان بفتح الميم وسكون العين المهملة مرسلاً

• (أن الأرض لتعج) بعين مهملة وجيم يقال عج يعج كضرب يضرب أي ترفع صوتها (إلى الله تعالى تشكون من الذين يلبسون الصوف) بفتح الموحدة (رياء) أي إيهاماً للناس أنهم من الصوفية الصلحاء الزهاد ليعتقدوا ويعطوا (فر) عن ابن عباس وإسناده ضعيف

• (أن الأرض لتنادي كل يوم) أي من على ظهرها من الآدميين نداء متسخط متوعد (سبعين مرة) يعني نداء كثيراً بلسان الحال أو المقال أن الذي خلق النطق في الإنسان قادر على خلقه في غيره (يا بني آدم كلوا ما شئتم) أكله من الأطعمة اللذيذة (واشتهيتم) أي منها وهذا أمر وارد على منهاج التهكم بدليل (فوالله لآكلن لحومكم وجلودكم) أي إذا صرتم في بطني أفنيتها ومحقته كما يفنى الحيوان ما يأكله والنداء لمن أكل منها بشهوة ونهمة وهذا مخصوص خص منه من لا تأكل الأرض جسده كالأنبياء والعلماء العاملين والأولياء والمؤذن المحتسب والشهيد (الحكيم عن ثوبان) مولى المصطفى

• (أن الإسلام بدا) روى بالهمزوري بدونه أي ظهر (عربياً) أي في قلة من الناس ثم انتشر يعني كان الإسلام في أوله كالغريب الوحيد الذي لا أهل له لقلة المسلمين يومئذ وقلة من يعمل بالإسلام (وسيعود غريباً كما بدا) أي وسيلحقه الفساد والاختلال لفساد الناس وظهور الفتن وعدم القيام بواجبات الإيمان كالصلاة حتى لا يبقى إلا في قلة من الناس أيضاً كما بدا (فطوبى) أي فرحة وقرة عين أو سرور وغبطة أو الجنة أو شجرة فيها (للغربا) فسرهم صلى الله عليه وسلم في رواية بأنهم الذي يصلحون ما أفسد الناس بعده من سنته أي الذين يعتنون بإصلاح ما أفسد الناس من السنة يصيرون فيهم كالغرباء (م هـ) عن أبي هريرة وعن ابن مسعود (هـ) عن أنس (طب) عن سلمان وسهل بن سعد وابن عباس

• (أن الإسلام بدا جذعاً) بجيم وذال معجمة أي شاباً فتياً والفتى من الإبل ما دخل في الخامسة (ثم ثنيا) الثني من الإبل ما دخل في السادسة (ثم رباعيا) بخفة المثناة التحتية ما دخل في السابعة (ثم سديساً) هو ما دخل في الثامنة (ثم بازلاً) هو ما دخل في التاسعة وحين يطلع نابه وتكمل قوته قال عمر رضي الله تعالى عنه وما بعد البزول إلا النقصان أي فالإسلام استكمل قوته وسيأخذ في النقصان (حم) عن رجل قال المناوي وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات

• (أن الإسلام نظيف فتنظفوا) قال العلقمي المراد نظفوا بواطنكم وظواهركم والنظافة في الباطن كناية عن خلوص العقيدة ونفي الشرك ومجانبة الأهواء ثم نظافة القلب عن الغل والحقد والحسد وأمثالهم ثم نظافة المطعم والملبس عن الحرام والشبه

الصفحة 19