كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

ونظافة الظاهر عن ملابسة القاذورات طهر بالنار ليصلح لجوار الغفار في دار الأبرار وقد تدركه العناية الإلهية فيعفى عنه (خط) عن عائشة (أن الأعمال ترفع يوم الإثنين والخميس) أي الأعمال القولية والفعلية ترفع إلى الله تعالى فيهما (فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) قال المناوي وفي رواية وأنا في عبادة ربي وهذا غير العرض اليومي والعامي فاليومي إجمالاً وما عداه تفصيلاً أو عكسه (الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة (هب) عن أسامة بن زيد

• (أن الإمام العادل) بين رعيته بأن لا يجور في حكمة ولا يظلم (إذا وضع في قبره) أي على شقه الأيمن (ترك على يمينه) أي لم تحوّله عنه الملائكة (فإذا كان جائراً نقل من يمينه) وأضجع (على يساره) لأن اليمين يمن وبركة فهو للأبرار والشمال للفجار ابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز بلاغاً أي قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك

• (أن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم) قال العلقمي

• قال في النهاية أي إذا اتهموهم وجاهرهم بسوء الظن فيهم أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ففسدوا انتهى قال المناوي ومقصود الحديث حث الإمام على التغافل وعدم تتبع العورات (دك) عن جبير بن نغير بنون وفاء مصغراً وكثيرين مرة والمقدام وأبي أمامة

• (أن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب) بفتح اللام الأولى وكسر الثانية وفتح المثناة التحتية أي يكاد أن يبلى وصفه بذلك على طريق الاستعارة (فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم) فيه أن الإيمان يزيد وينقص قوله عن ابن عمر هو ابن الخطاب بإسناد حسن (طب ك) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد رواته ثقات هذا ما في النسخة التي شرح عليها المناوي وفي كثير من النسخ (طب ك) عن ابن عمر (أن الإيمان ليأرز) بلام التوكيد وهمزة ساكنة فراء مهملة فزاي ليضم (إلى المدينة) النبوية يعني يجتمع أهل الإيمان فيها وينضمون إليها (كما تأرز الحية إلى جحرها) بضم الجيم أي كما تنضم وتلتجي إليه إذا انتشرت في طلب المعاش ثم رجعت فكذا الإيمان قال المناوي شبه انضمامهم إليها بانضمام الحية لأن حركتها اشق لمشيها على بطنها والهجرة إليها كانت مشقة وقال العلقمي بعد كلام قدمه فكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي صلى الله عليه وسلم فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار الصحابة وقال الداودي كان هذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والقرن الذي كان فيهم والذين يلونهم والذين يلونهم خاصة وقال القرطبي فيه تنبيه على صحة مذهب أهل المدينة وسلامتهم من البدع وأن عملهم حجة كما رواه مالك وهذا إن سلم اختص بعصر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وأما بعد ظهور الفتن وانتشار الصحابة في البلاد ولا سيما في أواخر المائة الثانية وهلم جرا فهو بالمشاهدة

الصفحة 20