كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

بخلاف ذلك (حم ق هـ) عن أبي هريرة

• (أن البركة تنزل في وسط الطعام) قال المناوي بسكون السين أي الإمداد من الله تعالى ينزل في وسطه (فكلوا من حافاته) أي من جوانبه وأطرافه (ولا تأكلوا من وسطه) في ابتداء الأكل أي يكره ذلك تنزيهاً لكونه محل تنزلات الرحمة والأمر فيه للندب والخطاب للجماعة أما المنفرد فيأكل من الحافة التي تليه وعليه تنزل رواية حافته بالإفراد (ت ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح

• (أن البيت) أي المكان الذي يستقر فيه سواء كان بناء أو خيمة أو غير ذلك (الذي فيه الصور) أي ذوات الأرواح ما لم تمتهن أو يقطع رأسها قال العلقمي قال ابن العربي حاصل ما في اتخاذ الصور أنه إن كانت ذوات أجسام حرم بالإجماع وإن كانت رقماً فأربعة أقوال الأول يجوز مطلقاً على ظاهر قوله في الحديث إلا رقماً في ثوب الثاني المنع مطلقاً حتى الرقم الثالث إن كانت الصورة باقية الهيئة قائمة الشكل حرم وإن قطعت الرأس وتفرقت الأجزاء جاز قال وهذا هو الأصح الرابع إن كان مما يمتهن جاز وإن كان معلقاً لم يجز (لا تدخله الملائكة) أي ملائكة الرحمة أما الحفظة فلا يفارقون الشخص في كل حال وبه جزم ابن وضاح والخطابي وآخرون قال القرطبي كذا قال بعض علمائنا والظاهر العموم والتخصيص الدال على كون الحفظة لا يمتنعون من الدخول يس نصاً قال في الفتح ويؤيده أن من الجائز أن يطلعهم الله تعالى على عمل العبد ويسمعهم قوله وهم بباب الدار مثلاً ومثل الحفظة ملائكة الموت لا يمتنعون من الدخول وإنما لم تدخل الملائكة البيت الذي فيه الصور لأن متخذها قد تشبه بالكفار لأنهم يتخذون الصور في بيوتهم ويعظمونها فكرهت الملائكة ذلك فلم تدخل بيته هجراً له لذلك وسببه كما في البخاري عن عائشة أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهة فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أيدت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال هذه النمرقة قلت اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها فقال رسول الل هـ صلى الله عليه وسلم أن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم أحييوا ما خلقتم وقال أن البيت فذكره والنمرقة فبفتح النون وسكون الميم وضم الراء بعدها قاف كذا ضبطها الفرّ أو غيره وضبطها ابن السكيت بضم النون أيضاً وبكسرها وكسر الراء وقيل في النون الحركات الثلاث والراء مضمرة جزماً والجمع نمارق وهي الوسائد التي يصف بعضها إلى بعض وقيل النمرقة الوسادة التي يجلس عليها مالك في الموطأ (ق) عن عائشة

• (أن البيت الذي يذكر الله فيه) قال المناوي بأي نوع من أنواع الذكر (ليضيء) حقيقة لا مجازاً خلافاً لمن وهم (لأهل السماء) أي الملائكة (كما تضيء النجوم لأهل الأرض) من الآدميين وغيرهم من سكانها أبو نعيم في المعرفة عن سابط

• (أن الحجامة في الرأس دواء من كل داء) بتنوين داء كما هو ظاهر كلام المناوي فإنه قال وأبدل منه قوله (الجنون والجذام) بضم الجيم داء معروف (والعشا) بفتح العين والقصر

الصفحة 21