كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

ضعف البصر أو عدم الإبصار ليلاً (والبرص) وهو داء يغير لون البشرة ويذهب دمويتها (والصداع) بضم الصاد المهملة وجع الرأس (طب) عن أم سلمة أم المؤمنين

• (أن الحياء والإيمان قرنا جميعاً) قال المناوي أي جمعهما الله ولازم بينهما فحيثما وجد أحدهما وجد الآخر انتهى ولعل المراد أنه لو وجد الكامل من كل منهما وجد الآخر (فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) قال المناوي لتلازمها في ذلك لأن المكلف إذا لم يستح من الله لا يحفظ الرأس وما وعى ولا البطن وما حوى ولا يذكر الموت والبلا كما في الحديث المار بل ينهمك في المعاصي (ك هب) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف

• (أن الحياء والإيمان في قرن) بالتحريك أي مجموعان متلازمان كأنهما شدا بحبل قال العلقمي قال في النهاية القرن بالتحريك الحبل الذي يشد به ومنه الحياء والإيمان في قرن أي مجموعان في حبل أو قرن (فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر) أي إذا نزع من عبد الحياء تبعه الإيمان وعكسه ولعل المراد الكامل كما تقدم (هب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

• (أن الخصلة الصالحة تتكون في الرجل فيصلح الله له بها عمله كله) فإذا كان هذا في خصلة واحدة فما بالك بمن جمع خصب إلا عديدة من الخير (وطهور الرجل) بضم الطاء أي وضوءه وغسله من الجنابة والخبث (لصلاته) أي لأجلها (يكفر الله به ذنوبه) أي الصغائر (وتبقى صلاته له نافلة) أي زيادة في الأجر (ع طس هب) عن أنس وإسناده حسن

• (أن الدال على الخير كفاعله) أي في مطلق حصول الثواب وإن اختلف القدر قال المناوي بل قد يكون أجر الدال أعظم ويدخل فيه معلم العلم دخولاً أولوياً قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن أنس بن مالك قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله فلم يجد عنده ما يحمله فدله على آخر فحمله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أن الدال على الخير كفاعله (ت) عن أنس

• (أن الدنيا ملعونة) أي مطرودة عن الله (ملعون ما فيها) أي مما يشغل عن الله قال العلقمي قال الدميري قال أبو العباس القرطبي لا يفهم من هذا الحديث إباحة لعن الدنيا وسبها مطلقاً لما روينا من حديث أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدنيا فنعم مطية المؤمن الدنيا عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر وأنه إذا قال العبد لعن الله الدنيا قالت الدنيا لعن الله أعصانا لربه خرجه الشريف أبو القاسم زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي وهذا يقتضي المنع من سب الدنيا ولعنها ووجه الجمع بينهما أن المباح لعنه من الدنيا ما كان مبعداً عن الله وشاغلاً عنها كما قال بعض السلف كل ما شغلك عن الله من مال وولد فهو عليك مشئوم وهو الذي نبه الله على ذمّه بقوله تعالى إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد وأما ما كان من الدنيا يقرب من الله ويعين على عبادة الله فهو المحمود بكل لسان والمحبوب لكل إنسان فمثل هذا لا يسب بل يرغب فيه ويحب وإليه الإشارة بالاستثناء حيث قال (إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلماً)

الصفحة 22