كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)
الرحمة فيعفى عنه (طب) عن معقل بن يسار
• (أيما وال ولى) بالبناء للمفعول ويجوز للفاعل (على قوم فلان لهم) أي لاطفهم بالقول والفعل (ورفق) بهم (رفق الله تعالى به يوم القيامة) فلم يناقشه بالحساب ولم يوبخه بالعتاب (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن عائشة) رضي الله عنها
• (أيما داع دعا) بالبناء للفاعل (إلى ضلالة فاتبع) بالبناء للمفعول أي اتبعه على تلك الضلالة ناس (فن عليه مثل أوزار من اتبعه ولا ينقص) أي ما حصل له من الوزر (من أوزارهم شيئاً) فإن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة (وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع فإن له مثل أجور من اتبعه ولا ينقص من أجورهم شيئاً) فإن من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة وفي الحديث الحث على استحباب الدعاء إلى الهدي والطاعة والتحذير من الدعاء إلى الضلالة والبدعة (هـ) عن أنس
• (أين الراضون بالمقدور) أي بما قدر الله لهم في الأزل يعني هم قليل (أين الساعون للمشكور) أي أين المداومون على السعي والجهد في تحصيل كل فعل محمود شرعاً يعني هم قليل (عجبت لمن يؤمن بدار الخلود) وهي الدار الآخرة وقال المناوي وهي الجنة والنار (كيف يسعى لدار الغرور) وهي الدنيا سميت بذلك لأنها تغر من اشتغل بها وشهواتها ولذاتها قال تعالى وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور (هناد عن عمرو بن مرة) بضم الميم وشدة الراء مرسلاً
• (أيها الناس) أي ترفقوا في السعي في طلب حظكم من الرزق (فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها) أي ما قدر لها من الرزق (وإن أبطأ عنها) فلا فائدة في الجهد والكذب ونصب شباك الحيل والطمع وقرن ذلك بالأمر بالتقوى لأنها تردع عن الشهوات ومن ثم كرر ذلك فقال (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) وبين كيفية الإجمال بقوله (خذوا ما حل لكم) تناوله (ودعوا) أي اتركوا (ما حرم) عليكم ومدار ذلك على اليقين فإنه إذا علم أن ما قدر له من الرزق لابد له منه وطلبه برفق من وجه حلال يستريح في الدنيا والآخرة (هـ) عن جابر
• (أيها الناس عليكم بالقصد) أي الزموا التوسط والسداد والتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط (عليكم بالقصد) كرره للتأكيد (فإن الله لا يمل حتى تملوا) بفتح الميم فيهما أي لا يترك الثواب عنكم حتى تتركوا عبادته وسؤاله فسمى فعل الله مللاً على طريق الازدواج في الكلام (هـ ع حب) عن جابر
• (أيها الناس اتقوا الله) بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه (فوالله لا يظلم مؤمن مؤمناً إلا انتقم الله تعالى) له (منه يوم القيامة) حيث لم يعف عنه المظلوم ولم تحفه العناية الإلهية فيرضيه عنه وذكر المؤمن غالبي فمن له ذمة أو عهداً وأمان كذلك عبد بن حميد عن أبي سعيد
• (أيها الناس لا تعلقوا) بحذف إحدى التاءين (عليّ بواحدة) أي لا تأخذوا عليّ في فعل ولا قول واحد يعني لا نتسبوني فيما أقوله وأفعله إلى هوى وغرض دنيوي (ما أحللت إلا ما أحل الله تعالى) أي أذن فيه (وما حرمت إلا ما حرم الله تعالى) أي نهى
الصفحة 244
260