كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

عنه (ابن سعد عن عائشة) (أيها المصلي وحده) أي المنفرد عن الصف (ألا) أي هلا فهي للتحضيض (وصلت إلى الصف ودخلت معهم) أي المصلين (أو جررت إليك رجلاً) منهم ليصطف معك (إن ضاق بك المكان) أي الصف (فقام معك) فصرتما صفاً (أعد صلاتك) التي صليتها وحدك منفرداً عن الصف مع جماعة ليحصل لك الثواب الكامل (فإنه لا صلاة لك) أي كاملة قاله لرجل رآه يصلي خلف القوم (طب) عن وابصة وهو حديث ضعيف

• (أيها الأمة) أي الجماعة المحمدية (أني لا أخاف عليكم فيما لا تعلمون) فإن الجاهل إذا لم يقصر معذور (ولكن انظروا) تأملوا (كيف تعملون فيما تعلمون) فإن العالم إذا لم يعمل بعلمه يعذب من قبل عباد الوثن (حل) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

• (أي) بفتح الهمزة وتشديد الياء (عبد زار أخا) له في نسخة أخاه (في الله) لله (نودي) من قبل الله على لسان ملائكته (أن) بالفتح (طبت) في نفسك (وطابت لك الجنة ويقول الله عز وجل عبدي زار فيّ) بالفاء في كثير من النسخ وفي نسخة شرح عليها المناوي زارني بالنون بدل الفاء فنه قال أضاف الزيارة إليه تعالى وإنما هي للعبد العاجز المذكور حثاً للخلق على المؤاخاة في الله والتزاور والتحابب فيه (على قراه) أي على ضيافته تفضلاً وإحساناً إذ لا يجب عليه سبحانه وتعالى شيء (ولن أرضى لعبدي بيقري دون الجنة ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن أنس) وهو حديث ضعيف

• (أي) بفتح الهمزة وتخفيف الياء حرف نداء ذكره أبو البقاء (آخى) ناداه نداء تعطف ليكون ادعى إلى الامتثال (إني موصيك بوصية) بليغة عظيمة النفع لمن فتح الله قفل قلب وجعل خليقته مستقيمة وأذنه سميعة (فاحفظها لعل الله أن ينفعك بها) أي بالعمل بمضمونها (زر القبور) أي قبور المؤمنين لا سيما الصالحين (تذكر بها) أي بزيارتها (الآخرة) لأن من رأى مصارع إخوانه وعلم أنه عن قرب صائر إليهم يذكر الآخرة لا محالة والأولى كون الزيارة (بالنهار) أي فيه متعلق بزر (أحياناً ولا تكثر) أي فإن الإكثار منها ربما أعدم الأمل وضيع ما هو أهم منها (واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو) أي فارغ من الروح (عظة بليغة) وهو دواء للنفوس (وصل على الجنائز) التي يطلب الصلاة عليها (لعل ذلك يحزن قلبك فإن الحزين في ظل الله تعالى) أي في ظل عرشه أو تحت كنفه (مرض لكل خير) بضم الميم وشد الراء المفتوحة (وجالس المساكين) أي والفقراء إيناساً لهم وجبراً لخواطرهم (وسلم عليهم إذا لقيتهم) أي ابدأهم بالسلام (وكل مع صاحب البلاء) كالأجذم والأبرص (تواضعاً لله) تعالى (وإيماناً به) أي تصديقاً بأنه لا يصيبك من البلاء إلا ما قدر عليك وهذا خاطب به من قوى توكله كما خاطب بقوله فر من المجذوم فرارك من الأسد من ضعف توكله (والبس) بفتح الموحدة (الخشن الضيق من الثياب) من نحو قميص وجبة (لعل العز والكبرياء لا يكون لهما فيك مساغ وتزين أحياناً) بالملابس الحسنة (لعبادة ربك)

الصفحة 245