كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

عليه وسلم أن أول ما يحاسب به الصلاة يقول الله انظروا في صلاة عبدي فإن كانت تامة حسب له الأجر وإن كانت ناقصة يقول انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع تمت الفريضة من التطوع انتهى وقال المناوي أراد أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص بحسب الخشوع والتدبر ونحو ذلك مما يقتضي الكمال كما في صلاة الجماعة فإنها تعدل صلاة الفذ بخمس وعشرين أو سبع وعشرين وهذا كله حيث لا عذر له فأما من سمع بكاء صبي فخفف لأجله فله الأجر كاملاً (حم د حب) عن عمار بن ياسر قال العراقي وإسناده صحيح

• (أن الرجل) يعني الإنسان ذكراً كان أو أنثى (إذا دخل في صلاته) أي أحرم بها إحراماً صحيحاً (اقبل الله عليه بوجهه) أي برحمته وفضله ولطفه وإحسانه وحق من أقبل الله عليه برحمته أن يقبل عليه بطرح الشواغل الدنيوية والوسواس المفوّت لثواب الصلاة (فلا ينصرف عنه حتى ينقلب) بقاف وموحدة أي ينصرف من صلاته (أو يحدث حدث سوء) بالإضافة يعني ما لم يحدث أمراً مخالفاً للدين أوا لمراد الحدث الناقض والأول أولى لقوله حدث سوء (هـ) عن حذيفة

• (أن الرجل لا يزال في صحة رأيه) قال المناوي أي عقله المكتسب (ما نصح لمستشيره) أي مدة نصحه له (فإذا غش مستشيره سلبه الله تعالى صحة رأيه) فلا يرى رأياً ولا يدبر أمراً إلا انعكس وانتكس جزاء له على غش أخيه المسلم (ابن عساكر عن ابن عباس) وهو حديث ضعيف

• (أن الرجل ليسألني الشيء) أي من أمور الدنيا (فأمنعه حتى تشفعوا فتؤجروا) أي لا أجيبه إلى مطلوبه حتى تحصل منكم الشفاعة عندي فتؤجروا عليها والخطاب للصحابة (طب) عن معاوية ابن أبي سفيان

• (أن الرجل ليعمل أو المرأة بطاعة الله ستين سنة) أي زمناً طويلاً (ثم يحضرهما الموت فيضاران) بضم الياء وتشديد الراء قبل ألف التثنية أصله فيضارران بكسر الراء الأولى أي يوصلان الضرر إلى ورثتهما كان يوصيا بزيادة على الثلث أو يقصد المضارة بالوصية أي حرمان الورثة دون القرابة أو يقرا بدين لا أصل له (فتجب لهما النار) أي يستحقان بالمضارة في الوصية دخول النار ولا يلزم من الاستحقاق الدخول فقد يعفو الله ويغفر (دت) عن أبي هريرة

• (أن الرجل) يعني الإنسان ذكراً كان أو أنثى (ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً) أي سواء يعني لا يظن أنها ذنب يؤاخذ به (يهوى بها سبعين خريفاً في النار) أي يسقط بسببها في جهنم سبعين عاماً لما فيها من الأوزار التي غفل عنها قال المناوي والمراد أنه يكون دائماً في صعود وهوى فالسبعين للتكثير لا للتحديد انتهى وظاهر أن محله إذا لم يتب منها يعفو الله عنه (ت هـ ك) عن أبي هريرة

• (أن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً ليضحك بها القوم وأنه ليقع بها أبعد من السماء) أي يقع بها في النار أو من عين الله أبعد من وقوعه من السماء إلى الأرض قال الغزالي أراد به ما فيه إيذاء مسلم ونحوه دون مجرد المزاح أي المباح (حم) عن أبي سعيد

الصفحة 28