كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

سجين اسم لشر النيران يعني أن الإنسان من أهل أشرف الجنان وأعلاها (ليشرف) بضم المثناة التحتية وشين معجمة وكسر الراء أي يطلع (على أهل الجنة) أي على من تحته من أهلها (فتضيء الجنة لوجهه) أي تستنير الجنة استنارة مفرطة من أجل إشراق إضاءة وجهه (عليها كأنها كوكب دريّ) أي كان وجوه أهل عليين مثل الكوكب الدري أي الصافي الأبيض المشرق (د) عن أبي سعيد الخدري وإسناده صحيح

• (أن الرجل من أهل الجنة ليعطي قوة مائة رجل) أي من أهل الدنيا (في الأكل والشرب والشهوة) أي الإجماع ويحتمل العموم (والجماع) وغنما كانت كثرة الأكل في الدنيا مذمومة لما ينشأ عنها من التثاقل عن الطاعة (حاجة أحدهم) كناية عن البول والغائط (عرق) بالتحريك (يفيض من جلده) أي يخرج منه ريحه كالمسك (فإذا بطنه قد ضمر) بفتح المعجمة وضم الميم وفتحها أي انهضم وانضم (طب) عن زيد بن أرقم بإسناد رجاله ثقات

• (أن الرجل ليدرك بحسن خلقه) بضم اللام (درجة القائم بالليل) أي المصلى فيه (الظامئ بالهواجر) أي العطشان في شدة الحر لأجل الصوم وإنما أعطى صاحب الخلق الحسن هذا الفضل العظيم لأن الصائم والمصلي بالليل يجاهدان أنفسهما في مخالفة حظهما الصائم يمنعها من الشراب والطعام والنكاح والمصلى يمنعها من النوم فكأنهما يجاهدان نفساً واحدة وأما من يحسن خلقه مع الناس مع تباين طباعهم وأخلاقهم فكأنه يجاهد نفوساً كثيرة فأدرك ما أدركه الصائم القائم فاستويا في الدرجة بل ربما زاد (طب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف

• (أن الرجل) المراد به الكافر لما في رواية الطبراني أن الكافر بدل الرجل (ليلجمه العرق يوم القيامة) أي ليصل إلى فيه فيصير كاللجام من شدة الهول والمراد كما قال النووي عرق نفسه ويحتمل عرق غيره (فيقول رب ارحني) أي من طول الوقوف على هذا الحال (ولوالي النار) أي ولو أن تأمر بإرسالي إلى النار لما يراه من الأهوال الشديدة (طب) عن ابن مسعود وإسناده كما قاله المنذري جيده

• (أن الرجل ليطلب الحاجة) أي الشيء الذي يحتاج إليه ممن جعل الله حوائج الناس إليه (فيزويها الله عنه) بتحتانية ثم زاي أي يصرفها عنه فلا يسهلها له (لما هو خير له) لعلم الله أن ذلك خير له وهو أعلم بما يصلح به عبده وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم (فيتهم الناس ظالماً لهم) أي بذلك الاتهام وفي نسخة ظلماً لهم (فيقول من سبعني) بفتح السين المهملة والموحدة والعين المهملة أي من تزين الباطل وعارضني فيما طلبته ليؤذيني بذلك ولو تأمل وتدبر أنه تعالى هو الفاعل الحقيقي أقام العذر لمن عارضه (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

• (أن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول أنى هذا) أي من أين لي هذا ولم أعمل عملاً يوجبه (فيقال باستغفار ولدك لك) أي فتقول الملائكة له هذا بسبب طلب فرعك الغفران لك وفي الحديث دليل على أن الاستغفار يمحو الذنوب ويرفع الدرجات وأن استغفار الفرع لأصله بعد موته كاستغفاره

الصفحة 30