كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

هو لنفسه فإن ولد الرجل من كسبه فعمله كأنه عمله (حم هق) عن أبي هريرة وإسناده قوي جيد

• (أن الرجل أحق بصدر دابته) أي هو أحق بأن يركب على مقدمها ويركب من شاء خلفه وله أن يقدم من شاء (وصدر فراشه) أي هو أحق بأن يجلس في صدر الفراش فلا يتقدم عليه في ذلك نحو ضيف إلا بإذنه (وأن يؤم في رحله) أي هو أحق بأن يصلي إماماً بمن حضر عنده في منزله ملكه أو الذي سكنه بحق فلا يتقدم عليه أحد إلا بإذنه ومحله في غير الإمام الأعظم أو نائبه أما هما فيقدمان على صاحب المنزل وإن لم يأذن لهما (طب) عن عبد الله بن حنظلة

• (أن الرجل) يعني الإنسان (ليبتاع الثوب بالدينار والدرهم) الواو بمعنى أو (أو بالنصف الدينار) بزيادة أل كما في نسخة المؤلف التي بخطه وفي نسخ أو بنصف الدينار والمراد بشيء حقير (فيلبسه) بفتح الباء الموحدة (فما يبلغ كعبيه) أي ما يصل إلى عظميه الناتئين عند مفصل الساق والقدم وفي رواية فما يبلغ ثدييه (حتى يغفر له من الحمد) أي يغفر الله له ذنوبه الصغائر من أجل حمده لربه تعالى على حصول ذلك له فيسن لمن لبس ثوباً جديداً أن يحمد الله تعالى على تيسيره له وأولى في صيغ الحمد ما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من قوله الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي (ابن السني عن أبي سعيد) الخدري وإسناده ضعيف

• (أن الرجل إذا رضي هدى الرجل) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة أي سيرته وطريقته وذكر الرجل غالبي وإلا فالمرأة كذلك (وعمله) أي ورضي عمله (فهو مثله) أي فإن كان محموداً فهو محمود وإن كان مذموماً فهو مذموم والقصد الحث على تجنب أهل المعاصي ونحوهم والاقتداء بالصلحاء في أفعالهم وأقوالهم (طب) عن عقبة ابن عامر وهو حديث ضعيف

• (أن الرجل) يعني الإنسان (ليصلي الصلاة) أي في آخر وقتها (ولما فاته منها) أي من ثواب فعلها في أول وقتها (أفضل من أهله وماله) وفي رواية خير من الدنيا وما فيها (ص) عن طلق بفتح الطاء وسكون اللام وهو تابعي فالحديث مرسل

• (أن الرحمة) قال المناوي وفي رواية أن الملائكة أي ملائكة الرحمة (لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم) أي قرابة له بنحو إيذاء أو هجر والمقصود الزجر عن قطيعة الرحم وحث القوم على إخراج قاطعها من بنهم لئلا يحرموا البركة بسببه (خد) عن عبد الله ابن أبي أوفى) قال المناوي بفتحات وضعفه المنذري وغيره

• (أن الرزق ليطلب العبد) أي الإنسان حراً كان أو رقيقاً (أكثر مما يطلبه أجله) أي فالاهتمام بشأنه والتهافت على استزادته لا أثر له إلا شغل القلوب عن خدمة علام الغيوب وقد قال صلى الله عليه وسلم اتقوا الله واجملوا في الطلب أي اطلبوا أرزاقكم طلباً برفق ومن الشعر الحسن قول بعضهم:
مثل الرزق الذي تطلبه

• مثل الظل الذي يمشي معك
أنت لا تدركه مستعجلاً

• وإذا وليت عنه تبعك

الصفحة 31