كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

(طب) عن أبي الدرداء ورجاله ثقات

• (أن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة) هذا بالنسبة لما في علم الله تعالى وأما الرزق المعلوم للملائكة الموكلين به فهو الذي يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية (وترك الدعاء) أي ترك الطلب من الله تعالى (معصية) لما في حديث آخر أن من لم يسأل الله يغضب عليه ولذلك قيل:
الله يغضب إن تركت سؤاله

• وبني آدم حين يُسأل يغضب
والقصد الحث على الطلب من الله سبحانه وتعالى (طص) عن أبي سعيد وهو حديث ضعيف

• (أن الرسالة والنبوة قد انقطعت) أي كل منهما فلا رسول بعدي ولا نبي وأما عيسى عليه الصلاة والسلام فينزل نبياً لكنه يحكم بشرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن المبشرات) بصيغة اسم الفاعل أي لم تنقطع قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال (رؤيا الرجل يعني الإنسان المسلم في منامه وهي جزء من أجزاء النبوة أي كالجزء من حيث الصحة (حم ت ك) عن أنس وهو حديث صحيح

• (أن الرؤيا تقع عل ما تعبر) بضم المثناة الفوقية وفتح العين المهملة وشدة الباء الموحدة المفتوحة أي على ما تفسر به (ومثل ذلك مثل رجل) بفتح المثلثة (رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها) لم أر من تعرض لمعناه ويحتمل أنه شبه ما يراه النائم رفع شخص رجله وما تعبر به بإرادته وضعها ووجه الشبه بينهما حصولها عند التعبير وحصول الوضع عند الإرادة (فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً) أي بتأويل الرؤيا (ص) عن أنس وهو حديث صحيح

• (أن الرقى) بضم الراء وفتح القاف أي التي لا يفهم معناها قال العلقمي قال الخطابي المراد ما كان بغير لسان العرب فلا يفهم معناه ولعل المراد قد يكون فهي سحر أو نحوه من المحظورات ولا يدخل في هذا التعوّذ بالقرآن انتهى أما إذا كانت من القرآن فلا بأس بها (والتمائم) بمثناة فوقية مفتوحة جمع تميمة وأصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين ثم توسعوا فيها فسموا بها كل دعوة (والتولة) بكسر المثناة الفوقية وفتح الواو بوزن عنبه ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر (شرك) أي من أنواع الشرك وسماها شركاً لأن العرب كانت تعتقد تأثيرها وتقصد بها دفع المقادير أما تميمة فيها ذكر الله تعالى وعلقها معتقداً أنه لا فاعل ولا دافع عنه إلا الله تعالى فلا بأس (حم د هـ ك) عن ابن مسعود وهو حديث صحيح

• (أن الركن والمقام) أي مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام (ياقوتتان من ياقوت الجنة) وفي نسخة من يواقيت الجنة قال المناوي أي أصلهما من ياقوت الجنة والأول هو ما رأيته في خط المؤلف (طمس الله تعالى نورهما) أي ذهب به لكون الخلق لا يطيقونه (ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب) أي والخلق لا تطيق مشاهدة ذلك كما هو مشاهد في الشمس قال العلقمي قال ابن العربي يحتمل أن يكون ذلك لأن الخلق لا يحتملونه كما أطفأ حر النار حين أخرجها إلى الخلق من جهنم بغسلها في البحر مرتين قال العراقي ويدل على ذلك قول

الصفحة 32