كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

ابن عباس في الحجر ولولا ذلك ما استطاع أحد أن ينظر إليه (حم ت حب ك) عن ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنه

• (أن الروح إذا قبض تبعه البصر) قال النووي معناه إذا خرج الروح من الجسد تبعه البصر ناظراً أين يذهب قال العلقمي وسببه كما في مسلم وابن ماجه واللفظ للأول عن أم سلمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي مسلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال أن الروح فذكره وقوله شق بصره قال شيخنا بفتح الشين ورفع بصره فاعلاً وروى بنصب بصره وهو صحيح أيضاً قال صاحب الأفعال يقال شق بصر الميت وشق الميت بصره ومعناه شخص وقال ابن السكيت يقال شق بصر الميت ولا يقال شق الميت بصره وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرد إليه طرفه (حم م هـ) عن أم سلمة زوج المصطفى

• (أن الزناة يأتون يوم القيامة تشتعل وجوههم ناراً) قال المناوي أي ذواتهم ولا مانع من إرادة الوجه وحده لأنهم لما نزعوا لباس الإيمان عاد تنور الشهوة الذي كان في قلوبهم تنوراً ظاهراً يحمى عليه بالنار لوجوههم التي كانت ناظرة إلى المعاصي (طب) عن عبد الله بن بسر بموحدة مضمومة وسين مهملة

• (أن الساعة) أي القيامة (لا تقوم حتى تكون عشر آيات) أي توجد عشر علامات كبار ولها علامات دونها في الكبر (الدخان) بالرفع والتخفيف بدل من عشر أو خبر مبتدأ محذوف قال المناوي زاد في رواية يملأ ما بين المشرق والمغرب انتهى وفي البيضاوي في تفسير قوله تعالى يوم تأتي السماء بدخان مبين بعد كلام قدمه أو يوم ظهور الدخان المعدود في أشراط الساعة لما روى أنه عليه الصلاة والسلام قال أول الآيات الدخان ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر قيل وما الدخان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية وقال يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة أما المؤمن فيصيبه هيئة الزكام وأما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخره وأذنيه ودبره (والدجال) من الدجل وهو السحر (والدابة) أي خروج الدابة من الأرض تكلم الناس ومعها خاتم سليمان وعصى موسى صلوات الله عليهما فتجلو وجه المؤمن بالهام من الله تعالى فيصير بين عينيه نكتة بيضاء يبيض منها وجهه وتخطم أي تسم وجه الكافر بالخاتم فيسود وجهه (وطلوع الشمس من مغربها) قال المناوي بحيث يصير المشرق مغرباً وعكسه (وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب) هي مكة والمدينة واليمامة واليمن سميت به لأنها يحيط بها بحر الهند وبحر القلزم ودجلة والفرات (ونزول عيسى وفتح يأجوج ومأجوج) أي سدهما وهم صنف من الناس (ونار تخرج من قعر عدن) بالتحريك أي من أساسها وأسفلها وهي مدينة باليمن (تسوق الناس إلى المحشر) أي محل الحشر للحساب وهو أرض الشام (تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا) إشارة إلى ملازمة النار لهم إلى أن يصلوا إلى مكان الحشر وهذا الحشر يكون قبل قيام الساعة

الصفحة 33