كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

ذلك الشهر واختلف في سبب الحلف فقيل شربة العسل أو تحريم جاريته مارية وقيل هما وقيل ذبح ذبحاً فقسمه بين أزواجه فأرسل إلى زينب نصيبها فردته فقال زيدوها ثلاثاً كل ذلك ترده فكان سبب الحلف وقيل سببه أنهن طلبن منه النفقة قال ابن حجر ويحتمل أن يكون مجموع الأشياء سبباً لاعتزالهن وهذا هو اللائق بمكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وسعة صدره وكثرة صفحه وأن ذلك لم يقع منه حتى تكرر الإيذاء منهن (خ ت) عن أنس بن مالك (ق) عن أم سلمة (هـ) عن جابر بن عبد الله (وعائشة

• (أن الشياطين تغدو براياتها إلى الأسواق) أي تذهب أول النهار بأعلامها إليها فيدخلون مع أول داخل ويخرجون مع آخر خارج) هذا كناية عن ملازمتهم أهل الأسواق وإغوائهم لهم أكثر من إغوائهم لغيرهم لما يقع فيها من الحلف الكاذب وغيره (طب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف

• (أن الشيخ يملك نفسه) قال المناوي أي يقدر على كف شهوته فلا حرج عليه في التقبيل وهو صائم بخلاف الشاب انتهى وعبارة البهجة وشرحها لشيخ الإسلام فيما يندب للصائم وندب ترك قبلة لأنها من جملة الشهوات وإن تحركت شهوة له بأن خاف الإنزال والجماع تكره له أي كراهة تحريم لخبر البيهقي بإسناد جيد أنه صلى الله عليه وسلم رخص في القبلة للشيخ وهو صائم ونهى عنها الشاب وقال الشيخ يملك إربه والشاب يفسد صومه ولا فرق في الكراهة بين الشاب وغيره كما أفهمه التعليل في الخبر فالتعبير بهما في الإخبار جرى على الغالب وإن لم تحرك شهوته لم تكره لكنها خلاف الأولى (حم طب) عن ابن عمرو ابن العاص

• (أن الشيطان يحب الحمرة) أي يميل بطبعه إليها فإياكم والحمرة أي احذر والبس المصبوغ منها يشارككم الشيطان فيه وظاهر الحديث كراهة لبس الثوب الأحمر لكن قال شيخ الإسلام في شرح البهجة يحل لبس غير الحرير من الثياب مطلقاً حتى الثوب الأحمر والأخضر وغيرهما من المصبوغات بلا كراهة نعم يحرم على الرجل لبس المزعفر دون المعصفر (وكل ثوب ذي شهرة) بنصب كل أي احذر والبسه وهو المشهور بمزيد الزينة والنعومة أو بمزيد الخشونة والرثاثة أي ما لم يقصد بذلك هضم النفس وإلا فلا بأس (الحاكم في الكني والألقاب وابن قانع (عد هب) عن رافع بن يزيد

• (أن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم) أي مفسد للإنسان مهلك له بإغوائه كإفساد الذئب إذا أرسل في قطيع من الغنم (يأخذ الشاة القاصية) بصاد مهملة أي البعيدة عن صواحباتها (والناحية) بحاء مهملة أي التي غفل عنها وبقيت في جانب منفردة شبه حالة مفارقة الإنسان الجماعة ثم تسلط الشيطان عليه بشاة شاذة عن الغنم ثم افتراس الذئب إياها بسبب انفرادها (فإياكم والشعاب) بكسر الشين المعجمة أي احذروا التفرق والاختلاف (وعليكم بالجماعة) أي الزموا ما عليه جماعة أهل السنة (والعامة) أي جمهور الأمة المحمدية فإنهم أبعد عن موافقة الخطا (والمسجد) أي لأنه

الصفحة 39