كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

(أبو الشيخ عن أنس) وإسناده ضعيف

• (أن الله تعالى يحب الشاب الذي يفنى شبابه) أي يصرفه (في طاعة الله) لملازمته على فعل المأمورات وتجنب المنهيات قال المناوي لأنه لما تجرع مرارة حبس نفسه عن لذاتها في محبة الله جوزى بمحبته له والجزاء من جنس العمل (حل) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف

• (أن الله تعالى يحب الصمت) أي السكوت (عند ثلاث عند تلاوة القرآن) أي ليتدبر معانيه (وعند الزحف) أي التقاء الصفوف للجهاد (وعند الجنازة) قال المناوي أي في المشي معها والصلاة عليها (طب) عن زيد بن أرقم

• (أن الله تعالى يحب العبد التقي) بمثناة فوقية أي من يترك المعاصي امتثالاً للأمر واجتناباً للنهي (الغنى) قال العلقمي قال النووي المراد بالغني غنى النفس هذا هو الغني المحبوب لقوله عليه السلام ولكن الغنى غنى النفس وأشار القاضي إلى أن المراد به الغنى بالمال (الخفي) قال العلقمي بالخاء المعجمة هذا هو الموجود في النسخ والمعروف في الروايات وذكر القاضي أن بعض رواة مسلم رواه بالمهملة فمعناه بالمهملة الوصول للرحم اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء والصحيح بالمعجمة وفي هذا الحديث حجة لمن يقول الاعتزال أفضل من الاختلاط ومن قال بتفضيل الاختلاط قد يتأول هذا على الاعتزال وقت الفتنة ونحوها انتهى وقال المحلي في تفسير قوله تعالى أنه كان بي حفياً أي باراً وقال البيضاوي بليغاً في البر والإلطاف (حم م) عن سعيد بن أبي وقاص

• (أن الله تعالى يحب العبد المؤمن المفتن) بشدة المثناة الفوقية المفتوحة أي الممتحن بالذنب (التواب) أي الكثير التوبة قال في النهاية أي يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب قال المناوي وهكذا وذلك لأنه محل تنفيذ إرادته وإظهار عظمته وسعة رحمته (حم) عن عليِّ وإسناده ضعيف

• (أن الله تعالى يحب العطاس) يعني الذي لا ينشأ عن زكام فإنه المأمور فيه بالتحميد والتشميت ويحتمل التعميم في نوعي العطاس والتفصيل في التشميت (ويكره التثاؤب) قال العلقمي بمثناة ثم مثلثة قال الكرماني التثاؤب بالهمز على الأصح وقيل بالواو وقال شيخنا قال الخطابي معنى المحبة والكراهة فيهما ينصرف إلى سببهما وذلك أن العطاس يكون عن خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع وهو بخلاف التثاؤب فإنه يكون عن غلبة امتلاء البدن وثقله مما يكون ناشئاً عن كثرة الأكل والتخليط فيه والأول يستدعي النشاط للعبادة والثاني عكسه قال مسلمة بن عبد الملك ما تثاءب بني قط وإنها من علامات النبوة ذكره ابن رسلان (خدت) عن أبي هريرة قال المناوي رواه مسلم أيضاً فهو متفق عليه

• (أن الله تعالى يحب المؤمن المتبذل) أي التارك للزينة تواضعاً (الذي لا يبالي ما لبس) قال المناوي أهو من الثياب الفاخرة أو من دنيء اللباس وخشنه لأن ذلك هو دأب الأنبياء وشأن الأولياء ومنه أخذ السهروردي أن لبس الخلقان والمرقعات أفضل الثوب الفاخر من الدنيا التي حلالها حساب وحرامها عقاب انتهى

الصفحة 4