كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

أحب البقاع إلى الله ومنه يفر الشيطان فيغدو إلى السوق (حم) عن معاذ

• (أن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه) أي لأنه بالمرصاد لمغايظة المؤمن ومكايدته (حتى يحضره عند طعامه) أي عند أكله الطعام (فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من الأذى) أي فليزل ما عليها من تراب أو غيره (ثم ليأكلها) الأمر فيه للندب ومحله إذا لم تتنجس أما إذا تنجست وتعذر غسلها فينبغي له أن يطعمها لنحو هرة (ولا يدعها للشيطان) أي لا يتركها ملقاة لأجل رضاه فإن في تركها ضياعاً للمال وهو يحبه ويرضاه (فإذا فرغ) أي من الأكل (فليلعق أصابعه) بفتح المثناة التحتية أي يلحسها ندباً (فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة) أي لا يعلم هل هي في الذي على أصابعه أو فيما بقي في القصعة أو في الساقط قال المناوي والمراد بالشيطان الجنس (م) عن جابر بن عبد الله

• (أن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته) أي حال كونه كائناً في صلاته (فيلبس) بتخفيف الباء الموحدة المكسورة أي يخلط (عليه) قال في النهاية اللبس الخلط (حتى لا يدري) أي يعلم (كم صلى) أي من الركعات (فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين) فقط وأن تعدد السهو (وهو جالس قبل أن يسلم) سواء كان سهوه بزيادة أم بنقص وبهذا أخذ الشافعي وقال أبو حنيفة بعد أن يسلم وقال مالك إن كان لزيادة فبعده وإلا فقبله ثم يسلم (ت هـ) عن أبي هريرة وإسناده جيد

• (أن الشيطان) أي إبليس (قال وعزتك يا رب) أي وقوتك وقدرتك (لا أبرح أغوي عبادك) بفتح همزة أبرح وضم همزة أغوى أي لا أزال أضل بني آدم أي إلا المخلصين منهم ويحتمل العموم (ما دامت أرواحهم في أجسادهم) أي مدة حياتهم (فقال الرب وعزتي وجلالي لا أزال اغفر لهم ما استغفروني) أي مدة طلبهم المغفرة أي الستر لذنوبهم مع الندم والإقلاع والعزم على عدم العود (حم ع ك) عن أبي سعيد الخدري وإسناده صحيح

• (أن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم الآخر لوجهه) أي سقط عليه خوفاً منه لأن عمر رضي الله عنه كان شأنه القيام بالحق والغالب على قلبه عظمة الرب جل جلاله فلصذلك كان يفر منه ولا يلزم من ذلك تفضيله على أبي بكر فقد يختص المفضول بمزايا (طب) عن سديسة بالتصغير هي مولاة حفصة أم المؤمنين وإسناده حسن

• (أن الشيطان ليأتي أحدكم) اللام للتأكيد (وهو في صلاته فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى أنه أحدث) أي يظن خروج ريح من دبره (فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) فإذا وجد المصلي فلا يترك صلاته ليتطهر ويستأنفها بل يجب عليه أن لا ينصرف حتى يتيقن أنه أحدث ولا يشترط السماع ولا الشم إجماعاً وفيه دليل على قاعدة الشافعية أن اليقين لا يطرح بالشك وهي إحدى القواعد الأربع التي رد القاضي حسين جميع مذهب الشافعي إليها (حم) عن أبي سعيد الخدري وإسناده حسن

• (أن الشيطان قال العلقمي قال في الفتح الظاهر أن لامراد بالشيطان إبليس وعليه يدل كلام كثير من

الصفحة 40