كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

أن يكون مخلوقاً ثم لو كان السؤال متجهاً لاستلزم التسلسل وهو محال وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث فلو كان هو مفتقراً إلى محدث لكان من المحدثات (طب) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده جيد

• (أن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلقك فيقول الله فيقول فمن خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت بالله ورسوله) أي فليقل أخالف عدو الله المعاند وأومن بالله وبما جاء به رسوله (فإن ذلك يذهب عنه) أي لأن الشبه منها ما يدفع بالبرهان ومنها ما يدفع بالإعراض عنها وهذا منها (ابن أبي الدنيا) أبو بكر في كتاب مكائد الشيطان (عن عائشة) ورجاله ثقات

• (أن الشيطان واضع خطمه) بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة أي فمه وأنفه (على قلب ابن آدم) أي حقيقة أو هو تصوير لكون الشيطان له قوة الاستيلاء على قلب الإنسان الغافل عن ذكر الله وخص القلب لأنه رئيس الأعضاء وعنه تصدر أفعال الجوارح (فإن ذرك الله خنس) بالخاء المعجمة وفتح النون أي انقبض وتأخر (وإن نسي الله التقم قلبه) أي لأجل الوسوسة فبعد الشيطان من الإنسان على قدر لزومه للذكر فإن للذكر نوراً يتقيه الشيطان كاتقاء أحدنا النار ابن أبي الدنيا (ع هب) عن أنس وهو حديث ضعيف

• (أن الشيطان) قال المناوي أي عدو الله إبليس كما في رواية مسلم وقال العلقمي في رواية أن عفريتاً من الجن تفلت عليّ قال شيخ شيوخنا وهو ظاهر في أن المراد بالشيطان في هذه الرواية غير إبليس كبير الشياطين (عرض لي) أي ظهور وبرز قال المناوي في صورة هو كما في رواية وقال العلقمي ولمسلم جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي وللنسائي فصرعته فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وفهم ابن بطال وغيره منه أنه كان حين عرض له غير متشكل بغير صورته الأصلية فقالوا أن رؤية الشيطان على صورته التي خلق عليها خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وأما غيره من الناس فلا لقوله تعالى أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم وروى البيهقي في مناقب الشافعي بإسناده عن الربيع قال سمعت الربيع بن سليمان يقول من زعم أنه يرى الجن بطلت شهادته إلا أن يكون نبياً (فشد عليّ) بالشين المعجمة أي حمل (ليقطع الصلاة على فأمكنني الله منه فذعته) بالذال المعجمة وتخفيف العين المهملة أي خنقته خنقاً شديداً ودفعته دفعاً عنيفاً (ولقد هممت) أي أردت (أن أوثقه إلى سارية) أي اربطه في عمود من عواميد المسجد (حتى تصبحوا) أي تدخلوا في الصباح (فتنظروا إليه) أي مربوطاً به (فذكرت قول سليمان رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) أي كنت أقدر على ربطه في السارية ولكن تركته رعاية لسليمان عليه السلام (فرده الله خاسئاً) أي دفع الله ذلك الشيطان وطرده صاغراً مهيناً (خ) عن أبي هريرة

• (أن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة) أي الآذان لها (ذهب حتى يكون مكان الروحاء) بفتح الراء والمد بلدة على نحو ستة وثلاثين ميلاً من المدينة وذلك لئلا يسمع صوت المؤذن (م) عن

الصفحة 42