كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

أبي هريرة

• (أن الشيطان قد أيس) وفي رواية يئس (أن يعبده المصلون) أي من أن يعبده المؤمنون وعبر عنهم بالمصلين لأن الصلاة هي الفارقة بين الكفر والإيمان (ولكن في التحريش بينهم) متعلق بمقدار أي يسعى بينهم في التحريش بالخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها فهو لإيذائهم بالمرصاد فإن لم يمكنه الدخول على الإنسان من طريق الشر دخل عليه من جهة الخير كما إذا رزق الإنسان قبول الخلق عليه وسماع قوله وكثرة طاعاته فقد يجره الشيطان إلى التصنع والرياء وهذه مزلة عظيمة للإقدام (حم م ت) عن جابر بن عبد الله

• (أن الشيطان حساس) بفتح الحاء المهملة والسين المهملة المشددة أي شديد الحس والإدراك (لحاس) بالتشديد أي يلحس بلسانه ما يتركه الآكل على يده من الطعام (فاحذروه على أنفسكم) أي خافوه عليها فاغسلوا أيديكم بعد فراغ الأكل من أثر الطعام (من بات وفي يده ريح غمر) بالغين المعجمة والميم المفتوحتين أي زهومة اللحم (فأصابه شيء) للبزار فأصابه خبل وفي رواية فأصابه لمم وهو المس من الجنون وفي رواية أخرى فأصابه وضح وهو البرص (فلا يلومن إلا نفسه) أي فإنا قد بينا له الأمر (ت ك) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

• (أن الشيطان يجري من ابن آدم) أي فيه والمراد جنس أولاد آدم فيدخل فيه الرجال والنساء (مجرى الدم) قال القاضي عياض هو على ظاهره وأن الله تعالى جعل له قوة وقدرة على الجري في باطن الإنسان في مجاري دمه وقيل هو على الاستعارة لكثرة إغوائه ووسوسته فكأنه لا يفارق الإنسان كما لا يفارقه وقيل أنه يلقى وسوسته في مسام لطيفة من البدن وتصل الوسوسة إلى القلب وسببه كما في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته صفية بنت حيي فلما رجعت انطلق معها فمر به رجلان من الأنصار فدعاهما فقال إنما هي صفية قالا سبحان الله فذكره (حم ق د) عن أنس (قد ده) عن صفية بنت حيي أم المؤمنين

• (أن الشيطان ليفرق منك يا عمر) أي ليفر ويهرب إذا رآك وذلك لما أعطيه من الهيبة والجلال فكان الشيطان كثير الخوف منه (حم ت حب) عن بريدة

• (أن الصائم إذا أكل عنده) بالبناء للمفعول أي نهاراً بحضرته (لم تزل تصلي عليه الملائكة) أي تستغفر له (حتى يفرغ) أي الأكل (من طعامه) أي من أكل الطعام عنده لأن حضور الطعام عنده يهيج شهوته للأكل فلما كف شهوته امتثالاص لأمر الشارع استغفرت له الملائكة وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عمارة بنت كعب الأنصارية فقدمت إليه طعاماً فقال كلي فقالت أني صائمة فذكره (حم ت هب) عن أم عمارة بضم العين المهملة بنت كعب الأنصارية قال ت حسن صحيح

• (أن الصالحين) أي القائمين بحقوق الله وحقوق العباد (يشدد عليهم) أي بحصول البلايا والمصائب وتعسر أمور الدنيا لأن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل (وأنه) أي الشأن (لا يصيب مؤمناً نكبة) أي مصيبة (من شوكة فما فوقها) أي من

الصفحة 43