كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

المصائب وفي نسخة فما فوق ذلك (إلا حطت عنه بها خطيئة) أي ذنب (ورفع بها له درجة) أي منزلة عاليه في الجنة وفي رواية أخرى وكتب له بها حسنة (حم حب ك هب عن عائشة وهو حديث صحيح

• (أن الصبحة) بضم الصاد المهملة وسكون الموحدة أي النوم حتى تطلع الشمس (تمنع بعض الرزق) أي حصوله لما في حديث آخر أن ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ساعة تقسم فيها الأرزاق وليس من حضر القسمة كمن غاب عنها فالمراد أنها تمنع حصول بعض الرزق حقيقة أو أنها تمحق البركة منه فكأنه منع وفي رواية بإسقاط بعض (حل) عن عثمان بن عفان وإسناده ضعيف

• (أن الصبر) أي الكامل المحبوب (عند الصدمة الأولى) عند ابتداء المصيبة وشدتها وأما بعد فيهون الأمر شيئاً فشيئاً فيحصل له التسلي وأصل الصدم ضرب الشيء الصلب بمثله فاستعير للمصيبة الواردة على القلب والتصبر حبس النفس على كريه تتحمله أو لذيذ تفارقه وسببه عن ثابت البناني قال سمعت أنس بن مالك يقول لامرأة م أهله تعرفين فلانة قالت نعم قال فإن النبي صلى الله عليه وسلم مر بها وهي تبكي عند قبر فقال اتق الله واصبري فقالت إليك عني أي تنح عني وابعد عني فإنك خلو من مصيبتي بكسر المعجمة وسكون اللام أي خال من همي ولأبي يعلي يا عبد الله أنا الحوا الثكلا ولو كنت مصاباً لعذرتني قال أنس فجاوزا النبي صلى الله عليه وسلم ومضى فمر بها الفضل بن العباس فقال ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما عرفته قال أنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذها مثل الموت من شدة الكرب الذي أصابها لما عرفت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت على بابه فلم جد عليه بواباً فقالت يا رسول الله ما عرفتك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن الصبر فذكره (حم ق ع) عن أنس رضي الله تعالى عنه

• (أن الصخرة العظيمة) بسكون الخاء المعجمة وتفتح أي الحجر العظيم (لتلقي) بالبناء للمفعول (من شفير جهنم) بالشين المعجمة أي جانبها وحرفها وشفير كل شيء حرفه (فتهوى بها) أي فيها كما في نسخة (سبعين عاماص) في نسخة خريفاً والخريف هو العام (ما تفضي إلى قرارها) بضم المثناة الفوقية أي ما تصل إلى قعرها قال المناوي أراد به وصف عمقها بأنه لا يكاد يتناهى فالسبعين للتكثير (ت) عن عتبة بضم العين المهملة فمثناة فوقية ساكنة (ابن غزوان) بفتح الغين المعجمة والزاي المازني

• (أن الصداع) بالضم أي وجع الرأس بعضه أو كله وهو مرض الأنبياء (والمليلة) بوزن عظيمة وهي حرارة الحمى ووهجها وقيل هي الحمى التي تكون في العظام (لا يزالان بالمؤمن) أي أو أحدهما (وأن ذنوبه) جملة حالية (مثل أحد) بضمتين جبل معروف أي عظمه كماً وكيفاً وهو كناية عن كثرة ذنوبه (فما يدعانه) أي يتركانه (وعليه من ذنوبه مثقال حبة من خردل) أي بل يكفر الله بهما أو بأحدهما عنه كل ذنب وهذا أن صبر واحتسب قال المناوي والمراد الصغائر على قياس ما مر (حم طب) عن أبي الدرجاء وضعفه المنذري وغيره

• (أن الصدق) أي الإخبار بما يطابق

الصفحة 44