كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

الواقع (يهدي) بفتح أوله أي يوصل صاحبه (إلى البرّ) بكسر الموحدة أصله التوسع في فعل الخير وهو اسم جامع للخيرات كلها ويطلق على العمل الخالص الدائم (وأن البر يهدي إلى الجنة) أي يوصل إليها قال تعالى أن الأبرار لفي نعيم (وأن الرجل) يعني الإنسان (ليصدق) أي يلازم الأخبار بالواقع (حتى يكتب عند الله صديقا) أي فيكرر الصدق ويداوم عليه حتى يستحق إطلاق اسم المبالغة عليه ويعرف بذلك في العالم العلوي وعند أهل الأرض (وأن الكذب) أي الإخبار بخلاف الواقع (يهدي إلى الفجور) أي يوصل إلى هتك ستر الديانة والميل إلى الفساد والانبعاث في المعاصي (وأن الفجور يهدي إلى النار) أي يوصل إلى هتك ستر الديانة والميل إلى الفساد والانبعاث في المعاصي (وأن الفجور يهدي إلى النار) أي يوصل إلى ما يكون سبباً لدخولها والفجور اسم جامع للشر كله (وأن الرجل) يعني الإنسان (ليكذب) أي يكثر الكذب (حتى يكتب عند الله كذاباً) بالتشديد قال في الفتح المراد بالكتابة الحكم عليه بذلك وإظهاره للمخلوقين من الملأ الأعلى وإلقاء ذلك في قلوب أهل الأرض وفي الحديث حث على قصد الصدق والاعتناء به فإنه إذ اعتنى به كثر منه فعرف به وعلى التحذير من الكذب والتساهل فإنه إذا تساهل فيه كثر منه فعرف به (ق) عن ابن مسعود

• (أن الصدقة) أي فرضها ونفلها (لا تزيد المال) أي الذي تخرج منه (إلا كثرة) أي بأن يبارك للمتصدق في ماله ويدفع عنه العوارض أو يضاعف الله له الثواب إلى أضعاف كثيرة (عد) عن ابن عمر ابن الخطاب وإسناده ضعيف

• (أن الصدقة على ذي قرابة) أي صاحب قرابة للمتصدق وإن بعدت وإن وجبت نفقته (يضعف) لفظ رواية الطبراني يضاعف (أجرها مرتين) لأنها صدقة وصلة ولكل منهما أجر يخصه (طب) عن أبي أمامة وهو حديث ضعيف

• (أن الصدقة لتطفئ غضب الرب) أي سخطه على من عصاه وإعراضه ومعاقبته له (وتدفع ميتة السوء) بكسر الميم وفتح السين بأن يموت مصراً على ذنب أو قانطاً من الرحمة أو بنحو هدم (ت حب) عن أنس وإسناده ضعيف

• (أن الصدقة) أي المفروضة (لا تنبغي) أي لا تحل (لآل محمد) أي لمحمد وآله وهم مؤمنوا بني هاشم وبني المطلب ثم بين علة التحريم بقوله (إنما هي أوساخ الناس) أي أدناسهم لأنها تطهير لأموالهم ونفوسهم كما قال تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فهي كغسالة الأوساخ فلذلك حرمت عليهم وسببه كما يؤخذ من صحيح مسلم أن عبد المطلب والفضل بن العباس قد سألا العمل على الصدقة بنصب عامل أي منهم فقال صلى الله عليه وسلم أن الصدقة فذكره (حم م) عن عبد المطلب بن ربيعة

• (أن الصدقة لتطفئ عن أهلها) أي عن المتصدقين بها لوجه الله خالصاً (حر القبور) أي عذابها وكربها (وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته) أي بأن تجسم وتجعل كالسحابة على رأسه تقيه حر الشمس حين تدنو من الرؤوس (طب) عن عقبة بن عامر

• (أن الصدقة يبتغى بها وجه الله تعالى) بالبناء للمجهول أي يراد بإعطائها ما يتقرب به إليه من سدّ خلة

الصفحة 45