كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

مسكين أو صلة رحم أو غير ذلك (والهدية يبتغي بها وجه الرسول) أي النبي صلى الله عليه وسلم (وقضاء الحاجة) أي التي قدم الوفد لأجلها وسببه عن عبد الرحمن بن علقمة قال قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهم هدية فقال ما هذه قالوا صدقة فذكره فقالوا بل هدية فقبلها (طب) عن عبد الرحمن بن علقمة

• (أن الصدقة) أي المفروضة وهي الزكاة (لا تحل لنا) أي أهل البيت لأنها أوساخ الناس فلا تناسب أهل المرتبة العلية (وأن موالي القوم منهم) أي حكم عتقائهم حكمهم في حرمة الزكاة عليهم واحترامهم وإكرامهم وسببه عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع اصحبني كيما تصيب منها فقال لا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال أن الصدقة فذكره وأبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم (ت ن ك) عن أبي رافع مولى المصطفى قال الحاكم على شرطهما وأقروه

• (أن الصعيد) أي التراب (الطيب) أي الطاهر ولابد أن يكون خالصاً (طهور) بفتح الطاء المهملة أي مطهر (ما لم تجد الماء ولو إلى عشر حجج) أي سنين أي يباح لك أن تفعل التيمم مدة عدم وجدان الماء وإن طال الزمن (فإذا وجدت الماء) أي مع عدم المانع من استعماله (فامسه بشرتك) بكسر الميم وتشديد السين أي أوصله إليها واستعمله في الوضوء والغسل وذا قاله لرجل كان يبعد عن الماء ومعه أهله فيجنب فلا يجد ماء (حم د ت) عن أبي ذر قال ت حسن صحيح

• (أن الصفا) بالقصر أي الحجر الأملس (الزلال) بتشديد اللام الأولى مع فتح الزاي وكسرها يقال أرض مزلة أي تزل فيها الأقدام (الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء الطمع) وهذا كناية عما يزلقهم ويمنعهم الثبات على الاستقامة فالعلماء أحق الخلق بترك الطمع وبالزهد في الدنيا لأن الخلق يتبعونهم ويقتدون بهم (ابن المبارك وابن قانع عن سهيل) بن حسان (مرسلاً) وهو حديث ضعيف

• (أن الصلاة والصيام) أي الفرض والنفل (والذكر) أي من تلاوة وتسبيح وتكبير وتهليل وتحميد قال العلقمي كل ذلك في أيام الجهاد (يضاعف على النفقة في سبيل الله تعالى) أي يضاعف ثواب كل منهما على ثواب النفقة في جهاد أعداء الله لإعلاء كلمة الله (بسبعمائة ضعف) قال المناوي أي إلى سبعمائة ضعف على حسب ما اقترن به من الإخلاص في النية والخشوع وغير ذلك (دك) عن معاذ بن أنس وهو حديث صحيح

• (أن الصلاة قربان المؤمن) قال المناوي أي يتقرب بها إلى الله ليعود بها وصل ما انقطع وكشف ما انحجب ولا يعارض عموم قوله هنا المؤمن قوله في حديث كل تقي لأن مراده أنها قربان للناقص والكامل وهي للكامل أعظم لأنه يتسع له فيها من ميادين الأبرار ويشرق له من شوارق الأنوار مالا يحصل لغيره ولذلك رؤى الجنيد في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال طاحت تلك الإشارات وغابت تلك العبارات وفنيت تلك العلوم وبليت تلك الرسوم وما نفعنا إلا

الصفحة 46