كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

وهي الفطنة والمراد التعمق والإغماض في الجدل انتهى لكن الذي في أصول كثيرة من الصحيحين ما يتبين (يزل بها في النار) بفتح أوله وكسر الزاي أي يسقط فيها (ابعد ما بين المشرق والمغرب) يعني أبعد من المسافة بينهما والقصد الحث على قلة الكلام وتأمل ما يراد النطق به (حم ق) عن أبي هريرة

• (أن العقد إذا قام يصلي أتى) بالبناء للمفعول أي جاءه الملك (بذنوبه كلها) قال المناوي فيه شمول للبكائر (فوضعت على رأسه وعاتقيه) تثنية عاتق وهو ما بين المنكب والعنق (فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه) حتى لا يبقى عليه ذنب وهذا في صلاة متوفرة الشروط والأركان والخشوع وجميع الآداب كما يؤذن به لفظ العبد والقيام (طب حل هق) عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث ضعيف

• (أن العبد) أي الرقيق ذكراً كان أو أنثى (إذا نصح لسيده) أي قام بمصالحه وامتثل أمره وتجنب نهيه وأصلح خلله واللام زائدة للمبالغة (وأحسن عبادة ربه) أي بأن أقامها بشروطها وواجباتها وكذا مندوباتها التي لا تفوت حق سيده (كان له أجره مرتين) أي لقيامه بالحقين وانكساره بالرق مالك (حم ق د) عن ابن عمر بن الخطاب

• (أن العبد) أي الإنسان (ليذنب الذنب فيدخل به الجنة) أي بسبب (يكون نصب عينيه تائباً فاراً حتى يدخل به الجنة) بيان لسبب الدخول لأنه كلما ذكره حصل له الحياء والخجل من ربه فيحمله ذلك على التوبة والاستغفار بتضرع وانكسار (ابن المبارك) في الزهد عن الحسن البصري مرسلاً

• (أن العبد إذا كان همه الآخرة) الهم العزم أي ما يقربه إليها (كف الله تعالى عليه ضيعته) أي يجمع الله تعالى عليه معيشته ويضمها إليه والضيعة ما يكون منه معاش الرجل كالصنعة والتجارة والزراعة (وجعل غناه في قلبه) أي أسكنه فيه (فلا يصبح إلا غنيا ولا يمسي إلا غنيا) أي بالله لأن من جعل غناه في قلبه صارت همته الآخرة (وإذا كان همه الدنيا أفشى الله سبحانه عليه ضيعته) أي كثر عليه معايشه ليشغله عن الآخرة (وجعل فقره بين عينيه فلا يمسي إلا فقيراً ولا يصبح إلا فقيراً) لأن حاجة الراغب فيها لا تنقضي ومن كانت الدنيا نصب عينيه صار الفقر بين عينيه والصباح والمساء كناية عن الدوام والاستمرار (حم) في كتاب (الزهد عن الحسن) البصري مرسلاً

• (أن العبد إذا صلى) أي فرضاً أو نفلاً (في العلانيه) أي حيث يراه الناس فأحسن) الصلاة بأن أتى بما يطلب فيها ولم يراء بها (وصلى في السر) أي حيث (لا يراه أحد (فأحسن) الصلاة بأن أتى بأركانها وشروطها ومستحباتها من خشوع أو نحوه وكان واقفاً عند حدود الله ممتثلاً أو أمره متجنباً لمناهيه (قال الله تعالى هذا عبدي حقاً) مصدر مؤكد أي يثنى عليه بذلك وينشر ثناءه بين الملائكة فيحبونه ثم تقع محبته في قلوب أهل الأرض فهذا هو العبد الذي يوصف بأنه قائم على قدم الطاعة فهو العبد حقاً (هـ) عن أبي هريرة

• (أن العبد ليؤجر في نفقته كلها) أي فيما ينفقه على نفسه

الصفحة 48