كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

وممونه ونحو ذلك (إلا في البناء) قال العلقمي هو محمول على البناء الذي لا يحتاج إليه أو على المزخرف ونحوه أما بيت يكنه من الحر والبرد والمطر والسارق أو على جهة قربة كالرباط والمسجد ونحو ذلك فهو مطلوب مرغب فيه (هـ) عن خباب بن الأرت بمثناة فوقية

• (أن العبد ليتصدق بالكسرة) أي من الخبز ابتغاء وجه الله (تربو) أي تزيد (عند الله حتى تكون مثل أحد) بضمتين جبل معروف قال المناوي والمراد كثرة ثوابها لا أنها تكون كالجبل حقيقة انتهى ومقصود الحديث الحث على الصدقة ولو بالشيء اليسير (طب) عن أبي برزة وهو حديث ضعيف

• (أن العبد) أي الإنسان (إذا لعن شيئاً) آدمياً أو غيره من بهيمة وطير ووحش وبرغوث وغير ذلك (صعدت) بفتح الصاد وكسر العين المهملتين (اللعنة إلى السماء) لتدخلها (فتغلق أبواب السماء دونها) لأن أبوابها لا تفتح إلا للعمل الصالح قال تعالى إليه يصعد الكلم الطيب (ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها) أي تنزل اللعنة إلى الأرض لتصل إلى سجين فتغلق أبواب الأرض دونها أي تمنع من النزول (ثم تأخذ يميناً وشمالاً) أي تتحير لا تدري أين تذهب (فإذا لم تجد مساغاً) أي مسلكاً وسبيلاً تنتهي منه إلى مكان تستقر فيه (رجعت إلى الذي لعن) بالبناء للمفعول (فإن كان لذلك أهلاً) أي يستحقها وقعت عليه فكان مطروداً مبعوداً (وإلا) بأن لم يكن لها أهلا (رجعت إلى قائلها) بإذن ربها لأن اللعن حكم بإبعاد الملعون عن رحمة الله وذلك غيب لا يطلع عليه غير الله ويطلع عليه رسوله إن شاء ولأن من طرد عن رحمة الله من هو من أهلها فهو بالطرد أحق والدليل على أنها لا ترجع إلا بإذن الله ما رواه الإمام أحمد بسند جيد عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن اللعنة إذا وجهت إلى من وجهت إليه فإن أصابت عليه سبيله أو وجدت فيه مسلكاً أي وقعت عليه وإلا قالت يا رب وجهت إلى فلان فلم أجد فيه مسلكاً ولم أجد عليه سبيلاً فيقال ارجعي من حيث جئت يعني إلى قائلها (د) عن أبي الدرداء وإسناده جيد

• (أن العبد إذا أخطأ خطيئة) أي أذنب ذنباً كما في رواية (نكتت) بضم النون وكسر الكاف ومثناة فوقية (في قلبه نكتة سوداء) أي أثر قليل كالنقطة في صقيل كالمرآة والسيف ونحوهما (فإن هو نزع) أي اقلع عن ذلك الذنب وتركه (واستغفر وتاب) أي توبة نصوحاً بشروطها (صقل قلبه) بالبناء للمفعول أي محا الله تلك النكتة عن قلبه فينجلي (وإن عاد) إلى ما اقترفه (زيد فيها) نكتة أخرى وهكذا (حتى تعلو على قلبه) أي تغطيه وتغمره وتستر سائره ويصير كله ظلمة فلا يعي خيراً ولا يبصر رشداً ولا يثبت فيه صلاح (وهو) أي ما يعلو على القلب من الظلمة (الران) قال المناوي أي الطبع وقال العلقمي هو شيء يعلو على القلب كالغشاء الرقيق حتى يسود ويظلم (الذي ذكر الله) أي في كتابه بقوله (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) أي غلب

الصفحة 49