كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

واستولى عليها ما اكتسبوه من الذنوب حتى صارت سوداء مظلمة وغالب اسوداد القلب من أكل الحرام فإن أكل الحلال ينور القلب ويصلحه وأكل الحرام يفسده ويقسيه ويظلمه (حم ت ن هـ حب ك هب) عن أبي هريرة وأسانيده صحيحة

• (أن العبد) أي المؤمن (ليعمل الذنب فإذا ذكره أحزنه) أي حصل له الحزن فأسف وندم على ما وقع (وإذا نظر الله إليه قد أحزنه) أي نظر إليه كائناً على هذه الحالة (غفر له ما صنع) من الذنب (قبل أن يأخذ في كفارته بلا صلاة ولا صيام) يحتمل أن المراد أن التوبة تكفر الذنوب من غير توقف على صلاة أو صيام أو استغفار قال المناوي قال ابن مسعود ويراجع من أغفل ممن خاف ذنوبه واستحقر عمله (حل) وابن عساكر عن أبي هريرة

• (أن العبد) أي الإنسان (إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه) أن المشيعون له زاد مسلم إذا انصرفوا (حتى أنه) بكسر الهمزة ليسمع قرع نعالهم قال المناوي أي صوتها عند الدوس لو كان حياً فإنه قبل أن يقعده الملك لا حس فيه (أناه ملكان) بفتح اللام زاد ابن حبان أسودان أزرقان ويقال لأحدهما المنكر والآخر النكير وفي رواية لابن حبان يقال لهما منكر ونكير وسميا بذلك لأن خلقهما لا يشبه خلق آدمي ولا غيره زاد الطبراني في الأوسط أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد ونحوه لعبد الرزاق في مرسل عمرو بن دينار وزاد يحفران الأرض بأنيابهما ويطآن في أشعارهما معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها (فيقعدانه) قال المناوي حقيقة بأن يوسع المحد حتى يقعد فيه أو مجازاً عن الإيقاظ والتنبيه بإعادة الروح إليه (فيقولان له) أي يقول أحدهما مع حضور الآخر (ما كنت تقول في هذا الرجل) أي الحاضر ذهناً (لمحمد) أي في محمد عبر به لا بنحو هذا النبي امتحاناً للمسئول لئلا يتلقن منه (فأما المؤمن) أي الذي ختم له بالإيمان (فيقول) أي بعزم وجزم بلا توقف (أشهد أنه عبد الله ورسوله) إلى كافة الثقلين (فيقال) قال المناوي أي فيقول له الملكان أو غيرهما (أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة فيراهما جميعاً) قال العلقمي في رواية أبي داود فيقال له هذا بيتك كان في النار ولكن الله عز وجل عصمك ورحمك فأبدلك الله به بيتاً في الجنة (ويفسح له في قبره) أي يوسع له فيه (سبعون ذراعاً) قال العلقمي زاد ابن حبان في سبعين وقال المناوي أي توسعة عظيمة جداً فالسبعين للتكثير لا للتحديد (ويملأ) بالبناء للمفعول (عليه خضرا) بفتح الخاء وكسر الضاد المعمتين أي ريحاناً ونحوه (إلى يوم يبعثون) أي يستمر ذلك إلى يوم بعث الموتى من قبورهم (وأما الكافر) أي المعلن بكفره (أو المنافق) قال المناوي شك من الراوي وأو بمعنى الواو والمنافق هو الذي أظهر الإسلام وأخفى الكفر (فيقال له ما كنت تتمول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال له) أي يقول له الملكان أو غيرهما (لادريت) بفتح الدال (ولا تليت) بمثناة مفتوحة بعدها لام مفتوحة

الصفحة 50