كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

وتحتانية ساكنة من الدراية والتلاوة أي لا فهمت ولا قرأت القرآن أو المعنى لا دريت ولا انبعت من يدري (ثم يضرب) بالبناء للمفعول أي يضربه الملكان الفتانان (بمطراق من حديد) أي مرزبة متخذة منه وتقدم أنه لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها (ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه) أي من جميع الجهات (غير الثقلين) أي يسمعها خلق الله كلهم ما عدا الجن والإنس فإنهما لا يسمعانها لأنهما لو سمعاها لأعرضا عن المعاش والدفن (ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه) أي من شدة التضييق وفي الحديث إثبات سؤال القبر وأنه واقع على كل أحد إلا من استثنى قال العلقمي والذين لا يسألون جماعة الأول الشهيد الثاني المرابط الثالث المطعون وكذا من مات في زمن الطاعون بغير طعن إذا كان صابراً محتسباً الرابع الأطفال لأن السؤال يختص بمن يكون مكلفاً الخامس الميت يوم الجمعة أو ليلتها السادس القارئ كل ليلة تبارك الذي بيده الملك وبعضهم يضم إليها السجدة السابع من قرأ في مرضه الذي يموت فيه قل هو الله أحد وقال الزيادي السؤال في القبر عاتم لكل مكلف ولو شهيداً إلا شهيد المعركة ويحمل القول بعدم سؤال الشهداء ونحوهم ممن ورد الخبر بأنهم لا يسئلون على عدم الفتنة في القبر والقبر جرى على الغالب فلا فرق بين المقبور وغيره فيشمل الغريق والحريق وإن سحق وذرى في الريح ومن أكلته السباع والسؤال من خصائص هذه الأمة على الأرجح وقال ابن القيم الذي يظهران كل نبي مع أمته كذلك فتعذب كفارهم في قبورهم بعد سؤالهم وإقامة الحجة عليهم أي فلا يكون من خصائصها وقد علمت أن الراجح ما تقدم وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل نخلاً لبني النجار فسمع صوتاً ففزع فقال من أصحاب هذه القبور فقالوا يا رسول الله ناس ماتوا في الجاهلية فقال نعوذ بالله من عذاب القبر ومن فتنة الدجال قالوا وما ذاك يا رسول الله قال أن العبد فذكره (حم دق ن) عن أنس بن مالك

• (أن العبد) أي الإنسان المؤمن ذا البصيرة (أخذ عن الله أدباً حسناً إذا وسع عليه وسع) أي ينبغي ل إذا وسع الله عليه رزقه أن يوسع على نفسه وعلى عياله (وإذا أمسك عليه أمسك) أي وإذا ضيق الله عليه رزقه ينبغي له أن ينفق بقدر ما رزقه الله من غير ضجر ولا قلق ويعلم أن مشيئة الله في بسط الرزق وضيقه لحكمة ومصلحة (حل) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده ضعيف

• (أن العجب) بضم فسكون وهو نظر الإنسان إلى نفسه بعين الاستحسان وإلى غيره بعين الاحتقار (ليحبط) بلام التوكيد وضم المثناة التحتية (عمل سبعين سنة) أي يفسد عمل مدة طويلة جداً بمعنى أنه لا ثواب له في عمله فالسبعين للتكثير لا للتحديد (فر) عن الحسين بن علي وهو حديث ضعيف

• (أن العرافة حق) أي عملها حق ليس بباطل لأن فيها مصلحة للناس ورفقاً بهم في أحوالهم وأمورهم لكثرة احتياجهم إليه والعرافة تدبير أمور القوم والقيام بسياستهم (ولابد للناس من العرفا) أي ليتغرف الأعظم من العرفاء حال الناس (ولكن العرفاء

الصفحة 51