كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

في النار) أي عاملون بما يصيرهم إليها وهذا قاله تحذيراً من التعرض للرياسة والحرص عليها لما في ذلك من الفتنة وأنه إذا لم يقم بحقها أثم واستحق العقوبة العاجلة والآجلة (د) ن رجل من الصحابة وهو حديث ضعيف

• (أن العرق) بالتحريك وهو رشح البدن (يوم القيامة) أي في الموقف (ليذهب في الأرض سبعين باعاً) أي ينزل فيها لكثرته نزولاً كثيراً جداً (وأنه ليبلغ إلى أفواه الناس) أي يصل إليها فيصير كاللجام (أو إلى آذانهم) أي بأن يغطي الأفواه ويعلو على ذلك لأن الأذن أعلى من الفم فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق كما في رواية فمنهم من يلجمه ومنهم مني زيد على ذلك قال النووي قال القاضي يحتمل أن المراد عرق نفسه وغيره ويحتمل عرق نفسه خاصة وسبب كثرة العرق تراكم الأهوال ودنو الشمس من الرؤوس (م) عن أبي هريرة

• (أن العين) أي عين العائن من إنس أو جن (لتولع بالرجل) أي للتكامل في الرجولية فالمرأة ومن في سن الطفولية أولى (بإذن الله تعالى) أي بإرادته وقدرته (حتى يصعد حالقاً) أي جبلاً عالياً (ثم يتردى منه) أي يسقط لأن العائن إذا تكيفت نفسه بكيفية رديئة انبعثت من عينه قوة سمية تتصل بالمعيون فيحصل له من الضرر كمن سقط من فوق جبل عال (حم ع) عن أبي ذر بإسناد رجاله ثقات

• (أن الغادر) أي الخائن لإنسان عاهده أو أمنه (ينصب له لواء يوم القيامة) أي علم خلفه تشهيراً له بالغدر وتفضيحاً على رؤوس الأشهاد وفي رواية يرفع بدل ينصب وهما بمعنى لأن الغرض إظهار ذلك قال ابن أبي حمزة ظاهر الحديث أن لكل غدرة لواء فعلى هذا يكون للشخص الواحد عدة ألوية بعدد غدراته (فيتمال) أي ينادى عليه يومئذ (ألا) بالتخفيف حرف تنبيه (هذه غدرة فلان ابن فلان) أي هذه الهيئة الحاصلة له مجازاة غدرته والحكمة في نصب اللواء أن العقوبة غالباً بضد الذنب فكلما كان الغدر من الأمور الخفية ناسب أن تكون عقوبته بالشهرة ونصب اللواء أشهر الأشياء عند العرب مالك (ق د ت) عن ابن عمر

• (أن الغسل يوم الجمعة) أي بنيتها إلا جلها (ليسل الخطايا) بفتح المثناة التحتية وضم السين المهملة أي يخرج ذنوب المغتسل لها (من أصول الشعر استلالاً) أي يخرجها من منابتها خروجاً وأكد بالمصدر إشارة إلى أنه يستأصلها (طب) عن أبي أمامة بإسناد صحيح

• (أن الغضب من الشيطان) أي هو المحرك له الباعث عليه بإلقاء الوسوسة في قلب الآدمي ليغريه (وأن الشيطان) أي إبليس (خلق من النار) بالبناء للمفعول أي خلقه الله من النار لأنه من الجان الذين قال الله فيهم وخلق الجان من مارج من نار وكانوا سكان الأرض قبل آدم عليه السلام وكان إبليس أعبدهم فلما عصى الله تعالى بترك السجود لآدم جعله الله شيطاناً (وإنما تطفئ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) أي وضوءه للصلاة وإن كان على وضوء وروى في غير هذا الحديث الأمر بالاغتسال مكان الوضوء فيحمل الأمر بالاغتسال على الحالة الشديدة التي يكون الغضب فيها أقوى

الصفحة 52