كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

وأغلب من الحالة التي أمر فيها بالوضوء (حم د) عن عطية السعدي

• (أن الفتنة) قال المناوي أي البدع والضلالات والفرقة الزائغة (تجيء فتنسف العباد نسفاً) أي تهلكهم وتبيدهم واستعمال النسف في ذلك مجاز (وينحو العالم منها بعلمه) أي العالم بالعلم الشرعي العامل به ينجو من تلك الفتن لمعرفته الطريق إلى توقي الشبهات وتجنب الهوى والبدع (حل) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

• (أن الفحش) بالضم هو ما قبح فعله شرعاً (والتفحش) أي تكلف اتخاذ الفحش (ليسا من الإسلام في شيء) أي فاعل كل منهما ليس من أكمل أهل الإيمان (وأن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً) بضمتين أي من اتصف بحسن الخلق فهو من أكمل الناس إيماناً لأن حسن الخلق شعار الدين (حم ع طب) عن جابر بن سمرة وإسناده صحيح

• (أن الفخذ عورة) أي من العورة سواء كان من ذكر أو أنثى من حر أو قن فيجب ستر ما بين السرة والركبة في حق الذكر والأمة في الصلاة وأما الحرة فيجب عليها ستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين في الصلاة ومطلقاً خارجها وكذا الأمة والرجل عورة كل منهما جميع بدنه بالنسبة للأجانب في حق الأنثى والأجنبيات في حق الذكر وأما في الخلوة فعورة الأنثى ولو أمة ما بين السرة والركبة وعورة الذكر السوءتان (ك) عن جرهد بفتح الجيم والراء والهاء بعدهما ساكنة وهذا قاله وقد أبصر فخذ جرهد مكشوفة وهو حديث صحيح

• (أن القاضي العدل) أي الذي يحكم بالحق (ليجاء به يوم القيامة) أي للحساب (فيلقى من شدة الحساب ما) أي أمراً عظيماً (يتمنى أن لا يكون قضى بين اثنين في تمرة قط) أي فيما مضى من عمره فهي ظرف لما مضى من الزمان وفيها لغات أشهرها فتح القاف وضم الطاء المشددة وإذا كان هذا في القاضي العدل وفي الشيء اليسير فما بالك بغير العدل والشيء الكثير وكون قط ظرفاً هو ما في كثير من النسخ وظاهر ما في النسخة التي شرح عليها المناوي أنها رمز للدارقطني فإن فيها قط والشيرازي بواو العطف (الشيرازي في الألقاب عن عائشة) وإسناده ضعيف

• (أن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه) أي نجا الميت من عذابه (فما بعده) أي من أهوال الحشر والنشر وغيرهما (أيسر منه) أي أهون (وإن لم ينج منه) أي من عذابه (فما بعده أشد منه) فما يحصل للميت في القبر عنوان ما سيصير إليه (ت ك) عن عثمان بن عفان قال العلقمي والحديث قال في الكبير رواه الترمذي وقال حسن غريب وقال الدميري رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

• (أن القلوب) أي قلوب بني آدم (بين إصبعين من أصابع الله يقلبها) أي يصرفها إلى ما يريد بالعبد وهذا لحديث من جملة ما تنزه السلف عن تأويله كأحاديث السمع والبصر واليد من غير تشبيه بل نعتقدها صفات الله تعالى لا كيفية لها ونقول الله اعلم بمراد رسوله بذلك (حم ت ك) عن أنس بن مالك ورجاله رجال الصحيح

• (أن الكافر ليسحب لسانه) بالبناء للفاعل أي يجره (يوم القيامة وراءه الفرسخ والفرسخين يتوطأه الناس) أي أهل الموقف فيكون ذلك من العذاب قبل

الصفحة 53