كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

الحق كالبيت الخرب (حم ت ك) عن ابن عباس قال المناوي وصححه الترمذي والحاكم ورد عليهما

• (أن الدين يصنعون هذه الصور) أي التماثيل ذات الأرواح (يعذبون يوم القيامة) أي في نار جهنم (فيقال لهم أحيوا ما خلقتم) هذا أمر تعجيز أي اجعلوا ما صورتم حيا ذا روح وهم لا يقدرون على ذلك فهو كناية عن دوام تعذيبهم واستشكل بأن دوام التعذيب إنما يكون للكفار وهؤلاء قد يكونون مسلمين وأجيب بأن المراد الزجر الشديد بالوعيد بعقاب الكافر ليكون أبلغ في الارتداع وظاهره غير مراد وهذا في حق غير المستحل أما من فعله مستحلاً فلا إشكال فيه لأنه كافر مخلد (ق ن) عن ابن عمر بن الخطاب

• (أن الماء طهور) أي مطهر (لا ينجسه شيء) أي مما اتصل به من النجاسة ومحله إذا كان قلتين فأكثر ولم يتغير وسببه عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقال له أنه يستقي لك من بئر بضاعة بضم الباء وكسرها بئر معروف بالمدينة وهي يلقى فيها لحوم الكلاب والحيض بكسر الحاء المهملة وفتح المثناة التحتية أي خرق الحيض وفي رواية المحائض أي الخرق التي يمسح بها دم الحيض وعذر الناس بفتح العين المهملة وكسر الذال المعجمة جمع عذرة وهي الغائط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الماء فذكره (حم شقط هق) عن أبي سعيد الخدري قال المناوي وحسنه الترمذي وصححه أحمد فبقى ثبوته ممنوعاً

• (أن الماء لا ينجسه شيء) أي شيء نجس وقع فيه إذا كان قلتين فأكثر (إلا ما) أي نجس (غلب على ريحه وطعمه ولونه) أي فإذا تغير أحد هذه الأوصاف الثلاثة فهو نجس (هـ) عن أبي أمامة) وهو حديث ضعيف

• (أن الماء لا يجنب) بضم المثناة التحتية وكسر النون ويجوز فتحها مع ضم النون قال النووي والأول أفصح وأشهر لا ينتقل هل حكم الجنابة وهو المنع من استعماله باغتسال الغير منه وهذا قاله لميمونة اغتسلت من جفنة أي قصعة كما في رواية فجاء صلى الله عليه وسلم أي ليغتسل منها أو ليتوضأ فقالت أني كنت جنباً توهماً منها أن الماء صار مستعملاً وفي أبي داود نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة قال الخطابي وجه الجمع بين الحديثين أن ثبت هذا أن النهي إنما وقع عن التطهير بفضل ما تستعمله المرأة من الماء وهو ما سال أو فضل عن أعضائها عند التطهير به دون الفضل الذي يستقر في الإناء ومن الناس من يجعل النهي في ذلك على الاستحباب دون الإيجاب وكان ابن عمر يذهب إلى أن النهي إنما هو إذا كانت جنباً أو حائضاً فإذا كانت طاهرة فلا بأس به (دت هـ حب ك هق) عن ابن عباس بأسانيد صحيحة

• (أن المؤمن (ليدرك بحسن الخلق) قال عبد الله بن المبارك هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى (درجة القائم الصائم) قال العلقمي أعلى درجات الليل القيام في التهجد وأعلى درجات النهار الصيام في شدة الهواجر وصاحب الخلق الحسن يدرك ذلك بسبب حسن خلقه (هـ حب) عن عائشة

• (أن المؤمن تخرج نفسه من بين جنبيه) أي تنزع روحه

الصفحة 55