كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

من جسده بغاية الألم ونهاية الشدة (وهو يحمد الله تعالى) رضاء بما قضاه ومحبة في لقائه (هب) عن ابن عباس

• (أن المؤمن يضرب وجهه بالبلاء كما يضرب وجه البعير) قال المناوي مجاز عن كثرة إيراد أنواع المصائب وضروب الفتن والمحن عليه لكرامته على ربه لما في الابتلاء من تمحيص الذنوب ورفع الدرجات (خط) عن ابن عباس وإسناده ضعيف

• (أن المؤمن ينضي شيطانه) بمثناة تحتية مضمومة ونون ساكنة وضاد معجمة مكسورة أي يجعله منضوا أي ممهزولاً سقيماً لكثرة إذلاله له وجعله أسيراً تحت قهره بملازمته ذكر الله تعالى واتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه لأن من أعز سلطان الله أعز سلطانه وسلطه على عدوه وصيره تحت حكمه (كما ينضى أحدكم بعيره في السفر) قال في النهاية النضو الدابة التي أهزلتها الأسفار وأذهبت لحمها (حم) والحكيم الترمذي (وابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (مكائد الشيطان عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

• (أن المؤمن إذا أصابه السقم) بضم فسكون وبفتحتين أي المرض وفي نسخة سقم (ثم أعفاه الله منه) أي بأن لم يكن ذلك مرض موته وفي رواية ثم أعفى بالبناء للمفعول (كان) أي مرضه (كفارة لما مضى) من ذنوبه (وموعظة له فيما يستقبل) قال المناوي لأنه لما مرض عقل أن سبب مرضه ارتكابه الذنوب فتاب منها فكان كفارة لها (وأن المنافق إذا مرض ثم أعفى) بالبناء للمفعول أي عافاه الله من مرضه (كان كالبعير عقله أهله) أي أصحابه (ثم أرسلوه) أي أطلقوه من عقاله (فلم يدر لم عقلوه) أي لأي شيء فعلوا به ذلك (ولم يدر لم أرسلوه) أي فهو لا يتذكر الموت ولا يتعظ بما حصل له ولا يستيقظ من غفلته قال المناوي لأن قلبه مشغول بحب الدنيا ومشغول بلذاتها وشهواتها ولا ينجع فيه سبب الموت ولا يذكر حسرة الفوت انتهى فيحتمل أن المراد بالنفاق النفاق الحقيقي ويحتمل أن المراد العملي (د) عن عامر الرامي) بياء بعد الميم ويقال بحذف الياء وهو الأكثر سمى بذلك لأنه كان حسن الرمي وكان أرمى العرب وأوله كما في أبي داود عن عامر الرامي قال أني ببلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية فقلت ما هذا قالوا هذا لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو تحت شجرة قد بسط له كساء وهو جالس عليه وقد اجتمع عليه أصحابه فجلست إليهم فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسقام فقال أن المؤمن فذكره وبعد لفظ النبوة فقال رجل ممن حوله يا رسول الله وما الأسقام والله ما مرضت قط فقال قم عنا فلست منا أي لست على طريقتنا وعادتنا فبينما نحن عنده إذ أقبل رجل عليه كساء وفي يده شيء قد التف بعض الكساء عليه فقال يا رسول الله أني لما رأيتك أقبلت فمررت بغيضة شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر فأخذتهن فوضعتهن في كساءي فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي فكشفت لها عنهم فوقعت عليهم معي فلففتهن بكسائي فهن أولاي معي قال ضعهن عنك فوضعهن وابت أمهن إلا لزومهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتعجبون لرحم أم الأفراخ فراخها ورحم

الصفحة 56