كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

بضم الراء يعني الرحمة قالوا نعم يا رسول الله قال والذي بعثني بالحق الله أرحم بعباده من أم الأفراخ ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن فرجع بهن (تنبيه) إذا أرسل الشخص صيداً مملوكاً لم يجز لما فيه من التشبيه بفعل الجاهلية وقد قال الله تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولأنه قد يختلط بالمباح فيصاد ولم يزل ملكه عنه وإن قصد بذلك التقرب إلى الله تعالى ويستثنى من عدم الجواز ما إذا خيف على ولده بحبس ما صاده منها فيجب الإرسال صيانة لروحه ويشهد له حدحيث الغزالة التي أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم من أجل أولادها لما ساتجارت به حديثها عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحراء فإذا مناد يناديه يا رسول الله فالتفت فلم ير أحداً ثم التفت فإذا ظبية موثقة فقالت إدن مني يا رسول الله فدنا منها فقال ما حاجتك فقالت أن لي خشفين في هذا الجبل فحلني حتى أذهب فأرضعهن وارجع إليك قال وتفعلين قالت عذبني الله عذاب العشار إلن لم أفعل فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها فانتبه الأعرابي فقال ألك حاجة يا رسول الله قال تطلق هذه فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله

• (أن المؤمن لا ينجس) زاد الحاكم في روايته حياً ولا ميتاً وتمسك بمفهوم الحديث بعض أهل الظاهر فقال أن الكافر نجس العين وقواه بقوله تعالى إنما المشركون نجس وأجاب الجمهور عن الحديث بأن المراد أن المؤمن طاهر الأعضاء لاعتياده مجانبة النجاسة بخلاف المشرك لعدم تحفظه من النجاسة وعن الآية أنه نجس الاعتقاد وأنه يجتنب كما يجتنب النجس وحجتهم أن الله تعالى أباح نكاح نساء أهل الكتاب ومعلوم أن عرقهن لا يسلم منه من يضاجعهن ومع ذلك فلم يجب عليه من غسل الكتابية الأمثل ما يجب عليه من غسل المسلمة فدل على أن الآدمي ليس بنجس العين إذ لا فرق بين النساء والرجال وفي قوله حياً ولا ميتاً رد على أبي حنيفة في قوله ينجس بالموت (ت ع) عن أبي هريرة (حم م دن هـ) عن حذيفة (ت) عن ابن مسعود (طب) عن أبي موسى الأشعري

• (أن المؤمن يجاهد بسيفه) أي الكفار (ولسانه) أي الكفار وغيرهم من الكفار والملحدين والفرق الزائغة بإقامة البراهين أو المراد بجهاد اللسان هجر الكفر وأهله وهذا أقرب وسببه عن كعب بن مالك قال لما نزل والشعراء يتبعهم الغاوون قلت يا رسول الله ما ترى في الشعر فذكره (حم طب) عن كعب بن مالك ورجال أحمد رجال الصحيح

• (أن المؤمنين يشدد عليهم) أي بإصابة البلايا والأمراض والمصائب ونحوها (لأنه لا يصيب المؤمن نكبة) بالنون والكاف والموحدة هي ما يصيب الإنسان من الحوادث (من شوكة فما فوقها ولا وجع إلا رفع الله له به) أي بما أصيب به (درجة) أي في الجنة (وحط عنه) بها (خطيئة) أي ذنباً ولا مانع من كون الشيء الواحد رافعاً للدرجات واضعاً للخطايا (ابن سعد في الطبقات (ك هب) كلهم (عن عائشة) وهو حديث ضعيف

• (أن

الصفحة 57