كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره

• (أن الله تعالى يحب أن يرى عبده تعباً في طلب الحلال) قال العلقمي قال في المصباح تعب يتعب تعباً فهو تعب إذا عي انتهى وقال المناوي أي عييا في طلب الكسب الحلال بمعنى أنه يرضى عنه ويثيبه أن قصد بعمله التقوى على طاعة الله والتقرب إليه قال العارف العالم السهروردي أجمعوا أي الصوفية على مدح الكسب والتجارة والصناعة بقصد التعاون على البر والتقوى من غير أن يراه سبباً لاستجلاب الرزق ولا تحل المسألة لغني ولا لسوى (فر) عن عليِّ وإسناده ضعيف

• (أن الله تعالى يحب أن يعفى عن ذنب السرى) أي الرئيس وقيل هو الشريف وقيل هو الذي لا يعرف بالشر وقيل هو السخي ذو المروءة قال العلقمي والجمع سراة وهو جمع عزيز لا يكاد يوجد له نظير لأنه لا يجمع فعيل على فعلة انتهى وقال المناوي وفي إفهامه أن الفاجر المنبعث في فجوره لا ينبغي أن يعفى عنه ولهذا قال بعض الأخيار ومن الناس من لا يرجع عن الأذى إلا إذا مس بإضرار (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن لال عن عائشة وهو ضعيف

• (أن الله تعالى يحب من عباده الغيور) أي كثير الغيرة والمراد الغيرة المحبوبة وهي مكان الريبة (طس) عن علي وهو حديث ضعيف

• (أن الله تعالى يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء) أي السهل في معاملته من بيع وشراء وقضاء لما عليه من الحقوق لغيره لشرف نفسه بما ظهر من قطع علاقة عليه بالمال (ت ك) عن أبي هريرة قال الحاكم صحيح وأقروه

• (أن الله تعالى يحب من يحب التمر) بمثناة فوقية أي أكله قال المناوي ولهذا كان أكثر طعام المصطفى صلى الله عليه وسلم الماء والتمر انتهى والمراد من عباده المؤمنين (طب) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث ضعيف

• (أن الله تعالى يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف) أي المنكف عن الحرام والسؤال من الناس وقال المناوي أي المبالغ في العفة مع وجود الحاجة لطموح بصيرته عن الخلق إلى الخالق (أبا العيال) قال المناوي فيه إشعار بأنه يندب للفقير إظهار التعفف وعدم الشكوى

• تنبيه

• الفقر فقران فقر مثوبة وفقر عقوبة وعلامة الأول أن يحسن خلقه ويطيع ربه ولا يشكو ويشكر الله على فقره والثاني أن يسوء خلقه ويعصى ويشكو ويتسخط والذي يحبه الله الأول دون الثاني (هـ) عن عمران بن حصين ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث لغيره

• (أن الله تعالى يحب كل قلب حزين) بأن يفعل معه من الإكرام فعل المحب مع حبيبه والله ينظر إلى قلوب العباد فيحب كل قلب تخلق بأخلاق حميدة كالخوف والرجاء والحزن والرقة والصفاء (طب ك) عن أبي الدرداء وإسناده حسن

• (أن الله تعالى يحب معالى الأمور وأشرافها) قال المناوي وهي الأخلاق الشرعية والخصال الدينية (ويكره) في رواية يبغض (سفسافها) أي حقيرها ورديئها فمن اتصف بالأخلاق الزكية أحبه ومن تحلى بالأوصاف الرديئة كرهه والإنسان يضارع الملك بقوة الفكر والتمييز ويضارع البهيمة بالشهوة والدناءة فمن

الصفحة 6