كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

الحجاج) بضم الراء وشدة الكاف أي حجاً مبروراً قال العلقمي قال في المصباح وصافحته مصافحة أفضيت بيدي إلى يده وقال في النهاية لمصافحة مفاعلة وهي الصاق صفحة الكف بالكف وإقبال الوجه على الوجه (وتعتنق المشاة) منهم أي تضم وتلتزم مع وضع الأيدي على العنق وفي نسخة وتعانق المشاة قال العلقمي قال في المصباح وعانقت عناقاً وتعانقت واعتنقت وتعانقاً وهو الضم والالتزام مع وضع الأيدي على العنق (هب عن عائشة وإسناده ضعيف

• (أن الملائكة لتفرح) أي ترضى وتسر (بذهاب الشتاء) أي بانقضاء زمن البرد (رحمة) منهم (لما يدخل على فقراء المسلمين) فيه (من الشدة) أي مشقة البرد لفقدهم ما يتقونه به ومشقة التطهر بالماء البارد عليهم وفي رواية رحمة للمساكين قال العلقمي ويستعمل الفرح في معان أحدها الأشر والبطر وعليه قوله تعالى أن الله لا يحب الفرحين الثاني الرضى وعليه قوله تعالى كل حزب بما لديهم فرحون الثالث السرور وعليه قوله تعالى فرحين بما آتاهم الله من فضله والمراد سرور الملائكة بذهاب الشدة عن هذه الأمة (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

• (أن الملائكة) أي ملائكة الرحمة والبركة لا الحفظة فإنهم لا يفارقون المكلف (لا تدخل بيتاً فيه تماثيل أو صورة) أي صورة حيوان تام الخلقة لحرمة التصور ومشابهته لبيت الأوثان والمراد بالأول الأصنام وبالثاني صورة كل ذي روح وقيل الأول للقائم بنفسه المستقل بالشكل والثاني للمنقوش على نحو ستر أو جدار (حم ت حب) عن أبي سعيد (أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب) قال العلقمي قال شيخنا قيل هو على عمومه ورجحه القرطبي والنووي وقيل يستثنى منه الكلاب التي أذن في اتخاذها وهي كلاب الصيد والماشية والزرع والسبب في ذلك قيل نجاسة الكلاب وقيل كونها من الشياطين (ولا صورة) أي لأن الصور عبدت من دون الله وفي تصويرها منازعة لله تعالى لأنه المنفرد بالخلق والتصوير (هـ) عن علي

• (أن الملائكة) أي الملائكة التي تنزل بالرحمة والبركة إلى الأرض (لا تحضر) قال العلقمي يحتمل أن يكون التقدير لا تحضر (جنازة الكفار بخير) ببشر ومهابة بل يوعدونهم بالعذاب الشديد والهوان الوبيل ويحتمل أن الباء في قوله بخير ظرفية بمعنى في كقوله تعالى نجيناهم بسحر أي في سحر أي لا تحضر الملائكة جنازة الكافر إلا في حضور نزول بؤس به انتهى وقال المناوي لا تحضر جنازة الكافر بخير فعل معه فستره وأنكره (ولا المتضمخ بالزعفران) أي المتلطخ به لأنه متلبس بمعصية حتى يقلع عنها أو لأنها تكره رائحته أو رؤية لونه (ولا الجنب) أي لا تدخل البيت الذي فيه جنب قال ابن رسلان يحتمل أن يراد به الجنابة من الزناء وقيل الذي لا تحضره الملائكة هو الذي لا يتوضأ بعد الجنابة وضواً كاملاً وقيل هو الذي يتهاون في غسل الجنابة فيمكث من الجمعة إلى الجمعة لا يغتسل إلا للجمعة ويحتمل أن يراد به الجنب الذي لم يستعذ بالله من الشيطان عند الجماع ولم يقل ما وردت به

الصفحة 61