كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

السنة اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقنا فإن لم يقله تحضره الشياطين ومن حضرته الشياطين تباعدت عنه الملائكة وسببه عن عمار بن ياسر قال قدمت على أهلي ليلاً وقد تشققت يداي من كثرة العمل فخلقوني بزعفران فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت فلم يرد علي السلام ولم يرحب بي وقال اذهب فاغسل هذا عنك فذهبت فغسلته ثم جئت وقد بقي عليّ منه ردع بالدال والعين المهملتين أي لطخ من بقية لون الزعفران لم يعمه كل الغسل فسلمت فلم يرد عليّ ولم يرحب بي وقال اذهب فاغسل هذا عنك فذهبت فغسلته ثم جئت فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وقال أن الملائكة فذكره (حم د) عن عمار بن ياسر رضي الله عنه

• (أن الملائكة لا تزال تصلي على أحدكم) أي تستغفر له (ما دامت مائدته موضوعة) أي مدة دوام وضعها لأكل الضيفان ونحوهم (الحكيم) الترمذي (عن عائشة) وإسناده ضعيف

• (أن الملائكة صلت على آدم) أي بعد موته صلاة الجنازة (فكبرت عليه أربعاً) أي بعد أن غسلوه وكفنوه ثم بعد دفنه قالوا هذه سنتكم في موتاكم يا بني آدم (الشيرازي عن ابن عباس

• (أن الموت فزع) بفتح الزاي مصدر جرى مجرى الوصف للمبالغة أو فيه تقدير أي ذو فزع أي خوف وهول ورهب (فإذا رأيتم الجنازة فقوموا) قال النووي هذا منسوخ عند الجمهور ثم اختار عدم نسخه وأنه مستحب انتهى ويؤيد النسخ ما في مسلم عن لي أنه صلى الله عليه وسلم قام للجنازة ثم قعد وما في أبي داود عن عبادة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم للجنازة مر به حبر من اليهود فقال هكذا نفعل فقال اجلسوا وخالفوهم ويؤيد عدم النسخ ما في رواية الحاكم إنما قمنا للملائكة وله من وجه آخر إنما تقومون إعظاماً للذي يقبض الأرواح فهذا تعليل من الشارع مقدم على كل تعليل وعلى عدم النسخ مشى المناوي فإنه قال الأمر للإباحة أي أن شئتم فقوموا لتهويل الموت والتنبيه على أنه أمر فظيع وخطب شديد لا لتبجيل الميت وتعظيمه وقعود المصطفى لما مرت به لبيان الجواز (حم م د) عن جابر

• (أن الموتى) يعني بعضم (ليعذبون في قبورهم حتى أن البهائم لتسمع أصواتهم) قال المناوي لأن لهم قوة يثبتون بها عند سماعه أو لعدم إدراكهم لشدة كرب الموت فلا ينزعجون بخلافنا (طب) عن ابن مسعود وإسناده حسن بل قيل صحيح

• (أن الميت ليعذب ببكاء الحي) أي البكاء المذموم بأن اقترن بنحو ندب أو نوح لا بمجرد دمع العين ومحله إذا أوصاهم بفعله كما هو عادة الجاهلية كقول طرفة بن العبد لزوجته.
إذا مت فانعيني بما أنا أهله

• وشقى علي الجيب يا ابنت معبد
(ق) عن عمر بن الخطاب

• (أن الميت يعرف) أي يدرك ولو أعمى (من يحمله ومن يغسله ومن يدليه في قبره) ومن يكفنه ومن يلحده ومن يلقنه قال المناوي لأن الموت ليس بعدم محض والشعور باق حتى بعد الدفن (حم) عن أبي سعيد الخدري

الصفحة 62