كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

كضروع البقر يغذى ولدان أهل الجنة فهذه الأحاديث عامة في أولاد المؤمنين ويمكن أن يقال وجه الخصوصية في السيد إبراهيم كونه له ظئران أي مرضعتان على خلقة الآدميات أما من الحور العين أو غيرهن وذلك خاص به فإن رضاع سائر الأطفال إنما يكون من ضروع شجرة طوبى ولا شك أن الذي للسيد إبراهيم أكمل وأتم وأشرف وأحسن وأسر (حم م) عن أنس بن مالك

• (أن أبغض الخلق) أي المخلوقات أي من أبغضهم (إلى الله تعالى العالم يزور العمال) أي عمال السلطان قال المناوي لأن زيارتهم توجب مداهنتهم والتشبيه بهم وبيع الدين بالدنيا (ابن لال) واسمه أحمد (عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف

• (أن أبغض عباد الله إلى الله) أي من أبغضهم (العفريت) بالكسر أي الشرير الخبيث من بني آدم (النفريت) بكسر النون أي القوى في شيطنته (الذي لم يرزأ في مال ولا ولد) بالبناء للمجهول مهموزاً أي لم يصب بالرزايا في ماله ولا ولده بل لا يزال ماله موفراً وأولاده باقون لأن الله تعالى إذا أحب عبداً ابتلاه فهذا عبد ناقص الرتبة عند ربه قال المناوي وهذا خرج مخرج الغالب (هب) عن أبي عثمان النهدي بفتح النون وسكون الهاء واسمه عبد الرحمن (مرسلا)

• (أن إبليس يضع عرشه على الماء) أي يضع سرير ملكه على الماء ويقعد عليه (ثم يبعث سراياه) جمع سرية وهي القطعة من الجيش والمراد جنوده وأعوانه أي يرسلهم إلى إغواء بني آدم وافتتانهم وإيقاع البغضاء والشرور بينهم (فأدناهم) أي أقربهم (منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا) أي وسوست بنحو قتل أو سرقة أو شرب خمر أو زنا (فيقول ما صنعت شيئاً) استخفافاً لفعله واحتقاراً له (ويجيء أدهم فيقول ما تركته) يعني الرجل (حتى فرقت بينه وبين أهله) أي زوجته أي وسوست له حتى فارقها (فيدنيه منه ويقول نعم أنت) بكسر النون والعين المهملة أي يمدح صنيعه ويشكر فعله لإعجابه بصنيعه وبلوغ الغاية التي أرادها والقصد بسياق الحديث التحذير من التسبب في الفراق بين الزوجين لما فيه من توقع وقوع الزنا وانقطاع النسل (حم م) عن جابر بن عبد الله

• (أن إبليس يبعث أشد أصحابه وأقوى أصحابه) أي أشدهم في الإغواء والإضلال وأقواهم على الصد عن طريق الهدى (إلى من يصنع المعروف في ماله) من نحو صدقة أو إصلاح ذات البين أو إعانة على دفع مظلمة أو فك رقبة فيوسوس إليه ويخوفه عاقبة الفقر ويمد له في الأمل (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

• (أن ابن آدم لحريص على ما منع) ظاهر شرح المناوي أن منع مبني للمفعول فإنه قال أي شديد الحرص على تحصيل ما منع منه باذلاً للجهد فيه لما طبع عليه من شدة الممنوع عنه (فر) عن ابن عمر بإسناد ضعيف

• (أن ابن آدم أن أصابه حر قال حس وأن أصابه برد قال حس) بكسر الحاء المهملة وشدة السين المهملة المكسورة كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما ضره وأحرقه غفلة كالجمرة والضربة ونحوهما كأوه وقال المناوي يعني من قلقه وقلة صبره أن أصابه الحرّ

الصفحة 68