كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

قلق وتضجر وإن أصابه البرد فكذلك (حم طب) عن خولة بنت قيس الأنصارية وإسناده صحيح

• (أن ابني هذا) يعني الحسن (سيد) أي حليم كريم متجمل (ولعل الله أن يصلح به) أي بسبب تكرمه وعزله نفسه عن الأمر وتركه لمعاوية اختياراً قال العلقمي استعمل لعل استعمال عسى لاشتراكهما في الرجاء (بين فئتين عظيمتين من المسلمين) هما طائفة الحسن وطائفة معاوية وكان الحسن رضي الله عنه حليماً فاضلاً ورعاً دعاه ورعه إلى أن ترك الملك رغبة فيما عند الله تعالى لا لقلة ولا لعلة فإنه لما قتل علي رضي الله عنه بايعه أكثر من أربعين ألفاً فبقي خليفة بالعراق وما وراها من خراسان ستة أشهر وأياماً ثم سار إلى معاوية في أهل الحجاز وسار إليه معاوية في أهل الشام فلما التقى الجمعان بمنزل من أرض الكوفة وأرسل إلأيه معاوية في الصلح أجاب على شروط منها أن يكون له الأمر بعده وأن يكون له من المال ما يكفيه في كل عام فلما خشي يزيد بن معاوية طول عمره أرسل إلى زوجته جندة بنت الأشعث أن تسمه ويتزوجها ففعلت فلما مات بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها فقال أنا لم نرضك للحسن فنرضاك لأنفسنا وكانت وفاته سنة تسع وأربعين وقيل سنة خمسين ودفن بالبقيع إلى جانب أمه فاطمة وظهر بذلك مصداق قوله صلى الله عليه وسلم ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فهو من معجزاته صلى الله عليه وسلم إذ هو إخبار عن غيب وفيه منقبة عظيمة للحسن بن علي رضي الله عنهما فإنه ترك الخلافة لا لقلة ولا لذلة ولا لعلة بل لرغبته فيما عند الله تعالى مما تقدم لما يراه من حقن دماء المسلمين فراعى أمر الدين ومصلحته وتسكين الفتنة وفيه رد على الخوارج الذين كانوا يكفرون عليا ومن معه ومعاوية ومن معه بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم من المسلمين وفيه فضيلة الإصلاح بين المسلمين ولا سيما في حقن دماء المسلمين وفيه ولاية المفضول الخلافة مع وجود الفضل لأن الحسن ومعاوية ولى كل منهما الخلافة وسعد بن أبي وقاص وسعيد ابن زيد في الحياة وهما بدريان وفيه جواز خلع الخليفة لفتنة إذا رأى في ذلك مصلحة للمسلمين والنزول عن الوظائف الدينية والدنيوية بالمال وجواز أخذ المال على ذلك واعطائه وقد استدل الشيخ سراج الدين البلقيني بنزوله عن الخلافة التي هي أعظم المناصب على جواز النزول عن الوظائف ولم يشترط في ذلك شيئاً ولا يشترط في ذلك الغبطة ولا المصلحة إلا أن يكون ذلك ليتيم أو محجور عليه (حم خ ع) عن أبي بكرة بفتح الباء والكاف والراء

• (أن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف) قال المناوي كناية عن الدنو من العدو في الحرب بحيث تعلوه السيوف بحيث يصير ظلها عليه يعني الجهاد طريق إلى الوصول إلى أبوابها بسرعة والقصد الحث على الجهاد (حم م ت) عن أبي موسى الأشعري

• (أن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس) أي ميلها عن وسط السماء المسمى بلوغها إليه بحالة الاستواء (فلا ترتج) بمثناة فوقية وجيم مخففة والبناء للمفعول

الصفحة 69