كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

سمى به لتوحده عن الجبال هناك (يحبنا ونحبه) حقيقة أو مجازاً على ما مر (ق) عن أنس بن مالك

• (أن أحداً جبل يحبنا ونحبه وهو على ترعة من ترع الجنة) أي على باب من أبوابها (وعير) جبل معروف (على ترعة من ترع النار) أي على باب من أبوابها (هـ) عن أنس وهو حديث ضعيف

• (أن أحدكم إذا كان في صلا به) فرضاً أو نفلاً (فإنه يناجي ربه) يخاطبه ويسارره بإتيانه بالذكر والقرآن (فلا يبزقن بين يديه) بنون التوكيد الثقيلة أي لا يكون براقه إلى جهة القبلة تعظيماً لها (ولا عن يمينه لأن فيها ملائكة الرحمة (ولكن عن يساره وتحت قدميه) أي اليسرى وهذا خاص بغير من بالمسجد فمن به لا يبصق إلا في نحو ثوبه (ق) عن أنس بن مالك

• (أن أحدكم يجمع خلقه) بفتح فسكون أي ما يخلق منه وهو المنى بعد انتشاره في سار البدن (في بطن أمّه) أي في رحمها (أربعين يوماً نطفة) أي تمكث النطفة هذه المدة تتخمر في الرحم حتى تتهيأ للتصوير وذلك أن ماء الرجل إذا لاقى ماء المرأة بالجماع وأراد الله أن يخلق من ذلك جنيناً هيأ أسباب ذلك لأن في رحم المرأة قوتين قوة انبساط عند ورود منى الرجل حتى ينتشر في جلد المرأة وقوة انقباض بحيث لا يسيل من فرجها مع كونه منكوساً ومع كون المني ثقيلاً بطبعه وفي منى الرجل قوة الفعل وفي مني المرأة قوة الانفعال فعند الامتزاج يصير مني الرجل كالأنفحة للبن (ثم يكون علقة مثل ذلك) أي يكون بعد مضي الأربعين قطعة دم غليظ جامد حتى يمضي أربعون يوماً (ثم يكون مضغة) أي قطعة لحم بقدر ما يمضغ (مثل ذلك) أي مثل ذلك الزمن وهو أربعون (ثم يبعث الله إليه ملكاً) وفي رواية ثم يرسل الله ملكاً ثم بعد انقضاء الأربعين الثالثة يبعث الله إليه ملكاً وهو الملك الموكل بالنفوس فينفخ فيه الروح وهي ما به حياة الإنسان قال الكرماني إذا ثبت أن المرا دبالملك من جعل إليه أمر ذلك الرحم فكيف يبعث أو يرسل وأجاب بأن المراد أن الذي يبعث بالكلمات غير الملك الموكل بالرحم الذي يقول يا رب نطفة إلخ ثم قال ويحتمل ان يكون المراد بالبعث أنه يؤمر بذلك انتهى ووقع في رواية يحيى بن زريا عن الأعمش إذا استقرت النطفة في الرحم أخذها الملك بكفه فقال رب أذكر أم أنثى الحديث فيقول انطلق إلى أم الكتاب فإنك تجد قصة هذه النطفة فينطلق فيجد ذلك فينبغي أن يفسر الإرسال المذكور بذلك (ويؤمر بأربع كلمات) القضايا المقدرة وكل قضية تسمى كلمة (ويقال له اكتب) قال المناوي أي بين عينيه كما في خبر البزار (عمله) كثيراً أو قليلاً صالحاً أو فاسداً (ورزقه) قال المناوي أي كما وكيف حلالاً أو حراماً (وأجله) أي مدةحياته (وشقي) وهو من استوجب النار (أو سعيد) وهو من استوجب الجنة قال العلقمي وقوله وشقي أو سعيد بالرفع خبر مبتدأ محذوف والمراد بكتابة الرزق تقديره قليلاً أو كثيراً أو صفته حلالاً أو حراماً وبالأجل هل هو طويل أو قصير وبالعمل هل هو صالح أو فاسد ومعنى قوله شقي أو سعيد أن الملك يكتب إحدى

الصفحة 71