كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

بالعقل والفهم والنطق كان عليه أن يشكر من أنشأه وهيأه ويعبده حق عبادته ويطيعه ولا يعصيه وفي الحديث الحث على القناعة والزجر الشديد عن الحرص لأن الرزق إذا كان قد سبق لم يغن التعني في طلبه وإنما شرع الاكتساب لأنه من جملة الأسباب التي اقتضتها الحكمة في دار الدنيا وفيه أيضاً أن الأقدار غالبة فلا ينبغي لأحد أن يغتر بظاهر الحال ومن ثم شرع الدعاء بالثبات على الدين وبحسن الخاتمة واما ما قاله عبد الحق في كتاب العاقبة أن سوء الخاتمة لا يقع لمن استقام باطنه وصلح ظاهره وإنما يقع لمن طويته فساد أو ارتياب ويكثر وقوعه للمصر على الكبائر والمجتريء على العظائم فيهجم عليه الموت بغتة فيصطلمه الشيطان عند تلك الصدمة فيكون ذلك سبباً لسوء الخاتمة فهو محمول على الأكثر الأغلب (ق ع) عن ابن مسعود

• (أن أحدكم إذا قام يصلي إنما يناجي ربه) المناجاة المساررة والمخاطبة (فلينظر كيف يناجيه) أي بتدبر القراءة والذكر وتفريغ القلب من الشواغل الدنيوية (ك) عن أبي هريرة

• (أن أحدكم مرآة أخيه) أي بمنزلة مرآة يرى فيها ما به من العيوب الحسية والمعنوية (فإذا رأى) أي علم (به أذى) أي قذراً حسياً كان رأى ببدنه أو نحو ثوبه بصاقاً أو مخاطاً أو تراباً ونحوها أو معنوياً كان رآه على حالة غير مرضية شرعاً (فليمطه) أي يزله (عنه) ندباً فإن بقاءه به يعيبه (ت) عن أبي هريرة

• (أن أحساب أهل الدنيا) جمع حسب بمعنى الكرم والشرف (الذين يذهبون إليه هذا المال) قال المناوي قال الحافظ العراقي كذا في أصلنا من مسند أحمد الذين وصوابه الذي وكذا رواه النسائي يعني شأن أهل الدنيا رفع من كثر ماله وإن كان وضيعاً وضعة المقل وإن كان في النسب رفيعاً (حم ن حب ك) عن بريدة أبن الحصيب وأسانيده صحيحة

• (أن أحسن الحسن الخلق الحسن) بضمتين أي السجية الحميدة المورثة للاتصاف بالملكات الفاضلة مع طلاقة الوجه والمدارة والملاطفة لأن بذلك تتألف القلوب وتنتظم الأحوال (المستغفري أبو العباس في مسلسلاته) أي مروياته المسلسلة (وابن عساكر) في تاريخه (عن الحسن) أمير المؤمنين (ابن علي) أمير المؤمنين وإسناده ضعيف

• (أن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء) قال المناوي بكسر فتشديد ممدوداً (والكتم) بفتح الكاف والمثناة الفوقية نبت يشبه ورق الزيتون يخلط بالوشمة ويختضب به ولا يعارضه النهي عن الخضاب بالسواد لأن الكتم إنما يسود منفرداً (حم ع حب) عن أبي ذر الغفاري

• (أن أحسن ما زرتم به الله) قال المناوي يعني ملائكته (في قبوركم) أي إذا صرتم إليها بالموت (ومساجدكم) ما دمتم في الدنيا (البياض) أي الأبيض البالغ البياض من الثياب والأكفان فأفضل ما يكفن به المسلم البياض وأفضل ما يلبس يوم الجمعة البياض (هـ) عن أبي الدرداء

• (أن أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن به) أي يقرأه بتخشع وترقيق وبكاء فخيعش القلب فتنزل الرحمة (طب) عن ابن عباس

• (أن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله) قال

الصفحة 73