كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

العلقمي سببه كما في البخاري عن ابن عباس أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيه لديغ أو سليم فعرض لهم رجل منأهل الماء فقال هل فيكم من راق أن في الماء رجلاً لديغاً أو سليماً فانطلق رجل فرقاه بفاتحة الكتاب على شاء فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا أخذت على كتاب الله أجراً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحق فذكره قوله مروا بماء أي بقوم نزول على ماء قوله فيهم لديغ بالدال المهملة والغين المعجمة وقوله أو سليم قال في الفتح شك من الراوي والسليم هو اللديغ سمى بذلك تفاؤلاً من السلامة لكمون غالب من يلدغ يعطب واستدل الجمهور بهذا الحديث على جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وخالف الحنفية فمنعوه في التعليم وأجازوه في الرقي قالوا لأن تعليم القرآن عبادة والأجر فيه على الله تعالى وهو القياس في الرقي إلا أنهم أجازوه فيها لهذا الخبر وحمل بعضهم الأجر في هذا الحديث على الثواب ومساق القصة التي وقعت في الحديث تأبى هذا التأويل وادعى نسخه بالأحاديث الواردة في الوعد على أخذ الأجرة على تعليم القرآن وقد رواها أبو داود وغيره وتعقب بأنه إثبات للنسخ بالاحتمال وهو مردود وبأن الأحاديث ليس فيها تصريح بالمنع على الإطلاق بل هي وقائع أحوال محتملة للتأويل لتوافق الأحاديث الصحيحة كحديث الباب وبأن الأحاديث المذكورة ليس فيها ما تقوم به الحجة فلا تعارض الأحاديث الصحيحة ونقل عياض جواز الاستئجار لتعليم القرآن عن العلماء كافة إلا الحنفية وقال الشعبي لا ينبغي للمعلم أن يعطى شيئاً فيقبله انتهى وقاله المناوي فأخذ الأجرة على تعليمه جائز كالاستئجار لقراءته والنهي عنه منسوخ أو مؤول (خ) عن ابن عباس

• (أن أحق الشروط أن توفوا به) أي بالوفاء أي وفاء بالنصب على التمييز (ما استحللتم به الفروج) قال المناوي يعني الوفاء بالشروط حق وأحقها بالوفاء الشيء الذي استحللتم به الفروج وهو نحو المهر والنفقة فإنه التزمها بالعقد فكأنها شرطت (حم ق ع) عن عقبة بن عامر الجهني

• (أن أخا صداء) قال المناوي أي الذي هو من قبيلة صداء بضم الصاد والتخفيف والمد زياد بن الحارث (هو) الذي (أذن ومن أذن فهو يقيم) يعني هو أحق بالإقامة ممن لم يؤذن لكن لو أقام غيره اعتد به (حم د ت هـ) عن زياد بن الحارث الصدائي بالمد والضم نسبة إلى صداحي من اليمن قال أمرني المصطفى صلى الله عليه وسلم أن أؤذن للفجر فأذنت فأراد بلال أن يقيم فذكره وإسناده ضعيف

• (أن أخوف ما أخاف) أي من أخوف شيء أخافه (على أمتي الأئمة المضلون) قال المناوي جمع إمام وهو مقتدى القوم المطاع فيهم يعني إذا استقصيت الأشياء المخوّفة لم يوجد اخوف من ذلك (حم طب) عن أبي الدرداء

• (أن أخوف) أي من أخوف (ما أخاف على أمتي كل منافق) أي قول كل منافق (عليم اللسان) قال المناوي أي كثير علم اللسان جاهل القلب والعمل اتخذ اللم حرفة يتاكل بها وأبهة يتعزز بها يدعو الناس إلى الله ويفرّ هو منه انتهى وقال العلقمي قال شيخنا قال

الصفحة 74