كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 2)
فِي الْجَاهِلِيَّة والاسلام لانهم كَانُوا متبوعين فِي كفرهم بِكَوْن أَمر الْكَعْبَة بيدهم فَكَذَا هم متبوعون فِي الاسلام (حم م عَن جَابر
النَّاس ولد آدم وآدَم) خلق (من تُرَاب) فهم من تُرَاب وَتمسك بِهِ من فضل الْملك على الْبشر لَان من خلق من نور افضل مِمَّن خلق من تُرَاب وَالْملك مَحْض نور (ابْن سعد عَن أبي هُرَيْرَة) واسناده حسن (النَّاس رجلَانِ عَالم ومتعلم وَلَا خير فِيمَا سواهُمَا) لانه بالبهائم أشبه (طب عَن ابْن مَسْعُود) وَفِيه الرّبيع بن بدر كَذَّاب
(النَّاس ثَلَاثَة سَالم وغانم وشاجب) بشين مُعْجمَة وجيم وموحدة أَي هَالك أَي اما سَالم من الاثم واما غَانِم للاجر واما هَالك آثم (طب عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ (وَأبي سعيد) الْخُدْرِيّ وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(النَّاس معادن) كمعادن الذَّهَب وَالْفِضَّة ومعدن كل شئ أَصله أَي أصُول بُيُوتهم تعقب أَمْثَالهَا ويسرى كرم أعراقها الى فروعها (والعرق دساس وأدب السوء كعرق السوء) أَشَارَ بِهِ الى أَن مَا فِي معادن الطباع من جَوَاهِر مَكَارِم الاخلاق وضدها يسْتَخْرج برياضة النَّفس كَمَا يسْتَخْرج جَوْهَر الْمَعْدن بالمقاساة والتعب (هَب عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَلَا يَصح
(النَّاس تبع لكم يَا أهل الْمَدِينَة فِي الْعلم) كَيفَ وَمِنْهُم الْفُقَهَاء السَّبْعَة وَكفى بِمَالك فخرا (ابْن عَسَاكِر عَن أبي سعيد) باسناد ضَعِيف (الناكح فِي قومه) أَي من اقاربه وعشيرته (كالمعشب فِي دَاره طب عَن طَلْحَة) بن عبيد الله وَفِيه مَجْهُولَانِ
(النَّبِي) اللَّام للْجِنْس بِدَلِيل رِوَايَة نَحن معاشر الانبياء (لَا يُورث) لاحْتِمَال أَن يتَمَنَّى مُوَرِثه مَوته فَيهْلك فَمَا تَرَكُوهُ صَدَقَة (ع عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان باسناد صَحِيح
(النَّبِي فِي الْجنَّة والشهيد فِي الْجنَّة والمولود) أَي الطِّفْل الَّذِي يَمُوت قبل الْبلُوغ (فِي الْجنَّة والوئيد فِي الْجنَّة) بِفَتْح الْوَاو وَكسر الْهمزَة الطِّفْل المدفون حَيا وَلم يكنف بقوله عقب الْكل فِي الْجنَّة لَان الْمَرَاتِب فِيهَا مُتَفَاوِتَة والجنان مُتَفَاوِتَة (حم د عَن رجل) صَحَابِيّ واسناده حسن
(النَّبِيُّونَ والمرسلون سادة أهل الْجنَّة وَالشُّهَدَاء قواد أهل الْجنَّة وَحَملَة الْقُرْآن) أَي حفظته الْعَامِلُونَ بأحكامه (عرفاء أهل الْجنَّة) أَي رؤسا ؤهم وَفِيه مُغَايرَة النَّبِي وَالرَّسُول (حل عَن أبي هُرَيْرَة
النُّجُوم) أَي الْكَوَاكِب سميت بِهِ لانها تنجم أَي تطلع من مطالعها فِي افلاكها (أَمَنَة) بِفَتَحَات بِمَعْنى الامن فوصفها بِهِ من قبيل رجل عدل (للسماء) فَمَا دَامَت النُّجُوم بَاقِيَة لَا تنفطر السَّمَاء وَلَا تشقق وَلَا يفنى أَهلهَا (فاذا ذهبت النُّجُوم) أَي تناثرت (أَتَى السَّمَاء مَا توعد) من الانفطار والطي كالسجل (وانا أَمَنَة لاصحابي فاذا ذهبت) أَي مت (أَتَى اصحابي مَا يوعدون) من الْفِتَن والحروب وَاخْتِلَاف الْقُلُوب وَقد وَقع (واصحابي أَمَنَة لامتي فاذا ذهب أَصْحَابِي أَتَى أمتِي مَا يوعدون) من ظُهُور الْبدع وَغَلَبَة الاهواء وَاخْتِلَاف العقائد وَظُهُور الرّوم وَغَيرهَا (حم م عَن أبي مُوسَى) الاشعري
(النُّجُوم امان لاهل السَّمَاء) بِالْمَعْنَى الْمُقَرّر (وَأهل بَيْتِي أَمَان لامتي) اراد بِأَهْل بَيته علماءهم الَّذين يقْتَدى بهم وَيحْتَمل الاطلاق لانه تَعَالَى لما خلق الدُّنْيَا لاجله جعل دوامها بدوام أهل بَيته ثمَّ رَأَيْت الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ جزم بالاول وَلم يحك سواهُ فَقَالَ اراد بِأَهْل بَيته من خَلفه على منهاجه من بعده وهم الصديقون وَقَالَ فِي مَوضِع آخر وَالْمرَاد بَاهل الْبَيْت أهل ذكر الله عَن يقظة لَا عَن غَفلَة قَالَ وَاصل أهل الْبَيْت من رَجَعَ نسبه اليك وَلَا يخْتَص بِالْقَرَابَةِ فَهَؤُلَاءِ هم الَّذين اذا مَاتُوا ذهب نورهم من الارض فاتى أَهلهَا مَا يوعدون كَمَا ان النُّجُوم اذا انكدرت اتى اهل السَّمَاء مَا يوعدون قَالَ وَذهب الى ان اهل بَيته هُنَا اهل بَيته فِي النّسَب وَهُوَ مَذْهَب لَا نظام لَهُ لَان
الصفحة 463
511