كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 2)

فسره بقوله (فترغبوا فِي الدُّنْيَا) أَي لَا يتخذها من خَافَ التوغل فِي الدُّنْيَا فيلهو عَن ذكر الله وينصرف وَجه الْقلب وتستحكم علاقتها فِيهِ فينقل عَلَيْهِ الْمَوْت اما من وثق من نَفسه بِالْقيامِ بِالْوَاجِبِ عَلَيْهِ فِيهَا فَلهُ الاتخاذ (حم ت ك عَن ابْن مَسْعُود) باسناد حسن
(لَا تَتَّخِذُوا بُيُوتكُمْ قبورا) أَي لَا تجعلوها كالقبور فِي خلوها عَن الذّكر وَالْعِبَادَة بل (صلوا فِيهَا) كنى بِالنَّهْي عَن الامر (حم عَن زيد بن خَالِد) الْجُهَنِيّ
(لَا تَتَّخِذُوا شيأ فِيهِ الرّوح غَرضا) أَي هدفا يرْمى اليه بِالسِّهَامِ لما فِيهِ من التعذيب وَالنَّهْي للتَّحْرِيم قَالَه لما رأى نَاسا يرْمونَ دجَاجَة (م ن هـ عَن ابْن عَبَّاس
لَا تتْرك هَذِه الامة شيأ من سنَن الاولين) أَي طرائق الاولين (حَتَّى تَأتيه طس عَن الْمُسْتَوْرد) بن شَدَّاد واسناده صَحِيح
(لَا تتركوا النَّار فِي بُيُوتكُمْ حَتَّى تناموا) أَرَادَ نَارا مَخْصُوصَة وَهِي مَا يخَاف مِنْهَا الانتشار (ق دت هـ عَن ابْن عمر لَا تَتَمَنَّوْا الْمَوْت) فَيكْرَه وَقيل يحرم لما فِيهِ من طلب ازالة نعْمَة الْحَيَاة وَمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا من الْفَوَائِد ولزيارة الْعَمَل وَقَيده فِي حَدِيث بِكَوْن تمنيه لضر نزل بِهِ وَالْمرَاد الدنيوي لَا الديني (هـ عَن خباب) بخاء مُعْجمَة مَفْتُوحَة وموحدتين ابْن الارت واسناده جيد
(لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدو) لما فِيهِ من صُورَة الاعجاب والوثوق بِالْقُوَّةِ (واذا القيتموهم) أَي الاعداء (فَاصْبِرُوا) اثبتوا وَلَا تظهروا الْجزع ان مسكم قرح (ق عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِي رِوَايَة لمُسلم لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدو وسلوا الله الْعَافِيَة وَاعْلَمُوا أَن الْجنَّة تَحت ظلال السيوف
(لَا تثوبن) بمثلثة وَنون التوكيد (فِي شئ من الصَّلَاة) أَي لَا تقولن يَا بِلَال بعد الحيعلتين مرَّتَيْنِ الصَّلَاة خير من النّوم (الا فِي صَلَاة الْفجْر) فثوب لانه يعرض للنائم كسل بِسَبَب النّوم (ت هـ عَن بِلَال) قَالَ ت غَرِيب ضَعِيف
(لَا تجادلوا فِي الْقُرْآن فان جدالا فِيهِ كفر) هُوَ أَن يسمع قِرَاءَة آيَة لم تكن عِنْده فيعجل على الْقَارئ ويخطئه وينسب مَا يَقْرَؤُهُ الى أَنه غير قُرْآن أَو يجادله فِي تَأْوِيل مَالا علم عِنْده مِنْهُ وَسَماهُ كفرا لانه يشرف بِصَاحِبِهِ على الْكفْر (الطَّيَالِسِيّ هَب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب ضَعِيف لضعف فليح بن سُلَيْمَان فرمز الْمُؤلف لصِحَّته خطأ
(لَا تجار أَخَاك) روى بتَخْفِيف الرَّاء من الجري والمسابقة أَي لَا تطار لَهُ وتغالبه وتجري مَعَه فِي المناظرة لتظهر علمك وبتشديدها أَي لَا تجن عَلَيْهِ وتلحق بِهِ جريرة (وَلَا تشاره) تفَاعل من الشَّرّ أَي لَا تفعل بِهِ شرا تحوجه أَن يفعل بك مثله وروى مخففا (وَلَا تماره) أَي تلو عَلَيْهِ وتخالفه أَو تجادله وَلَا تغالبه فان ذَلِك يُورث غلا ووحشة بل اسْتعْمل مَعَه الرِّفْق والحلم فان النُّفُوس تظهر فِي المتماريين والكامل كلما رأى نفس صَاحبه ثائرة قابلها بِالْقَلْبِ واذا قوبلت النَّفس بِالْقَلْبِ ذهبت الوحشة وخمدت الْفِتْنَة (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَيْبَة عَن حويرث بن عَمْرو) المَخْزُومِي
(لَا تجالسوا أهل الْقدر) محركا فانه لَا يُؤمن أَن أَن يغمسوكم فِي ضلالتهم (وَلَا تفاتحوهم) أَي لَا تبدؤهم بِالسَّلَامِ أَو المجادلة والمناظرة (حم دك عَن عمر) بن الْخطاب وَفِيه مَجْهُول
(لَا تجازوا الْوَقْت) أَي الْمِيقَات (الا باحرام) فَيحرم على مُرِيد النّسك مجاوزته بِغَيْر احرام (طب عَن ابْن عَبَّاس) واسناده حسن
(لَا تَجْتَمِع خصلتان فِي مُؤمن) كَامِل الايمان (الْبُخْل وَالْكذب) فاجتماعهما فِي انسان عَلامَة نقص الايمان (سموية عَن أبي سعيد) واسناده حسن
(لَا تجزى صَلَاة لَا يُقيم الرجل) يَعْنِي الانسان (فِيهَا صلبه فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود) أَي لَا تصح صَلَاة من لَا يسوى ظَهره فيهمَا وَفِيه وجوب

الصفحة 490