كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 2)

الصُّور يُؤثر أَخْلَاقًا وعقائد مُنَاسبَة لخلق المنظور وعقيدته كدوام النّظر الى المحزون يحزن والى المسرور يسر والجمل الشرود يصير ذلولا بمقارنة الذلول فالمقارنة لَهَا تَأْثِير فِي الْحَيَوَان بل فِي النَّبَات والجماد فَفِي النُّفُوس اولى وانما سمي الانسان انسانا لانه يأنس بِمَا يرَاهُ من خير وَشر
(وَلَا يَأْكُل طَعَامك الا تَقِيّ) لَان المطاعمة توجب الالفة وَتُؤَدِّي الى الْخلطَة ومخالطة غير التقي تخل بِالدّينِ تووقع فِي الشّبَه والمحظورات قَالَ الْغَزالِيّ فرعاية الصّلاح أصل الامور فان الدُّنْيَا زَاد الى الْمعَاد فليصرف الطَّعَام الى الْمُسَافِرين اليه المتخذين هَذِه الدَّار منزلا من منَازِل الطَّرِيق (حم د ت حب ك عَن أبي سعيد) وَأَسَانِيده صَحِيحَة
(لَا تصْحَب الْمَلَائِكَة) أَي مَلَائِكَة الرَّحْمَة لَا الْحفظَة (رفْقَة) بِضَم الرَّاء وبكسرها جمَاعَة مترافقة فِي سفر (فِيهَا كلب) وَلَو معلما (وَلَا جرس) بِالتَّحْرِيكِ الجلجل فَيكْرَه تَنْزِيها عِنْد الشَّافِعِي جرس الدَّوَابّ لذَلِك (حم م دت عَن أبي هُرَيْرَة
لَا تصحبن أحدا لَا يرى لَك من الْفضل كَمثل) بِزِيَادَة الْكَاف أَي مثل (مَا ترى لَهُ) كجاهل قدمه المَال وبذل الرِّشْوَة فِي فَضَائِل دينية لحَاكم ظَالِم منعهَا أَهلهَا فَيَنْبَغِي عدم مصاحبته فانه لَا يرى لَك ذَلِك وَكَذَا لَو ولى صَاحبك منصبا يَنْبَغِي تجنبه فانه يتَغَيَّر كَمَا قيل
(وكل امارة الا قَلِيلا ... مُغيرَة الصّديق على الصّديق)
(حل عَن سهل بن سعد) باسناد ضَعِيف
(لَا تصلح الصنيعة) أَي الاحسان (الا عِنْد ذى حسب أَو دين) أَي لَا تَنْفَع وتثمر حمدا أَو ثَنَاء وَحسن مُقَابلَة وَجَمِيل جَزَاء الا عِنْد ذى اصل زكي وعنصر كريم وَهَذَا لمن طلب العاجل فان قصد وَجه الله فَهِيَ صَالِحَة كَيفَ كَانَ (الْبَزَّار عَن عَائِشَة) ثمَّ قَالَ مُنكر
(لَا تصلوا صَلَاة فِي يَوْم مرَّتَيْنِ) أَي لَا تفعلوها ترَوْنَ وجوب ذَلِك وَلَا تقضوا الْفَرَائِض لمُجَرّد خوف الْخلَل أما اعادتها فِي جمَاعَة فجائزة بل سنة (حم د عَن ابْن عمر
لَا تصلوا خلف النَّائِم وَلَا المتحدث) يُعَارضهُ مَا صَحَّ أَنه صلى وَعَائِشَة مُعْتَرضَة بَينه وَبَين الْقبْلَة وَقد يُقَال انها كَانَت مُضْطَجِعَة لَا نَائِمَة (دهق عَن ابْن عَبَّاس) وَضَعفه ابْن حجر فرمز الْمُؤلف لحسنه غير حسن
(لَا تصلوا الى قبر وَلَا تصلوا على قبر) فان ذَلِك مَكْرُوه تَنْزِيها (طب عَن ابْن عَبَّاس) واسناده حسن
(لَا تصومن امْرَأَة) نفلا (الا باذن زَوجهَا) الْحَاضِر فَيكْرَه تَنْزِيها أَو تَحْرِيمًا لَان لَهُ حق التَّمَتُّع بهَا فِي كل وَقت وَالصَّوْم يمنعهُ (حم دحب ك عَن أبي سعيد) باسناد صَحِيح
(لَا تَصُومُوا يَوْم الْجُمُعَة مُفردا) لانه تَعَالَى اسْتَأْثر يَوْمهَا لِعِبَادِهِ فَلم ير ان يَخُصُّهُ العَبْد بشئ من الْعَمَل سوى مَا خصّه بِهِ (حم ن ك عَن جُنَادَة الازدي) واسناده صَحِيح
(لَا تَصُومُوا يَوْم الْجُمُعَة الا وَقَبله يَوْم أَو بعده يَوْم) لانه يَوْم عبَادَة وتكبير وَذكر فَينْدب فطره اعانة عَلَيْهَا وبصوم يَوْم بعده أَو قبله يَزُول مَا يحصل بِسَبَبِهِ من الفتور فِي تِلْكَ الاعمال (حم عَن أبي هُرَيْرَة) واسناده صَحِيح
(لَا تَصُومُوا يَوْم السبت الا فِي فَرِيضَة) أَي لَا تقصدوا صَوْمه بِعَيْنِه الا فِي فرض) وان لم يجد (أحدكُم الا عود كرم أَو لحاء) بِكَسْر اللَّام وحاء مُهْملَة وَمد (شَجَرَة) أَي قشر شَجَرَة عِنَب (فليفطر عَلَيْهِ) هَذَا مُبَالغَة فِي النَّهْي عَن صَوْمه لَان قشر شجر الْعِنَب جَاف لَا رُطُوبَة فِيهِ وَالنَّهْي للتنزيه لَا للتَّحْرِيم (حم دت هـ ك عَن الصماء بنت بسر) المازنية واسناده صَحِيح
(لَا تضربوا اماء الله) جمع أمة وَهِي الْجَارِيَة لَكِن المُرَاد هُنَا الْمَرْأَة أَي لَا تضربوهن لانكم وَهن خلق الله فان وافقوكم فَأحْسنُوا اليهن وسامحوهن والا ففارقوهن (دن هـ ك عَن اياس بن عبد الله بن أبي ذُبَاب)

الصفحة 495