كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

وقال قطرب: إنما سمي العراق عراقاً، لأنه دنا من البحر، وفيه سِباح وشجر، يقال: استعرقت إبلكم: إذا أتت ذلك الموضع.
ومكّة (23) ، سُميت مكة، لأنها تمكُّ الجبّارين، أي: تذهب نخوتهم. قال الراجز:
(يا مكَّةُ الفاجرَ فكيِّ مُكِّي مكّا ... )
(ولا تمكّي مَذْحِجاً وعَكّا ... ) (24)
ويقال: إنما سميت مكة مكة، لازدحام الناس فيها. من قولهم (25) : قد امتَكّ الفصيل ما في ضرع الناقة: إذا مصّه مصّاً شديداً.
ومكّة، سميت بكة، لازدحام الناس فيها. أنشد (26) أبو عبيدة: 166 / ب
(/ إذا الشريبُ أخذته أكَّة ... )
(فخلِّهِ حتى يَبُكَّ بَكَّة ... ) (27)
ويقال: مكة: اسم المدينة، وبكة: اسم البيت.
وقال آخرون: مكة هي بكة، والميم بدل من الباء، كما قالوا: ما هذا بضربة (28) لازم، ولازب. (113)
والبصرة (29) : معناها في كلام العرب: الأرض الغليظة الصلبة.
وقال قطرب: البصرة: الأرض الغليظة التي فيها حجارة بيض، تقلع، أو تقطع حوافر الدواب. قال: ويقال: بصرة، للأرض التي فيها القصّة، والقصَّةُ: الجصُّ. ويقال: بَصْرٌ، وبِصْرٌ، وبُصْرٌ: للأرض الغليظة. وأنشد:
__________
(23) معجم البلدان 4 / 616 [وفيه] أقوال ابن الأنباري. وفي نسخة ل (ق 126 أ) زيادة انفردت بها هي: [قال أبو بكر: ويقال سميت مكة لاجتذابها الناس من الأباعد، أخذ من قولهم: قد تمككت العظم إذا أجديت ما عليه من اللحم] .
(24) البيتان بلا عزو في اللسان (مكك) .
(25) غريب الحديث 3 / 123.
(26) من ك. ل. وفي الأصل: أنشدنا.
(27) البتان لعامان بن كعب في سيرة ابن هشام 1 / 114. وأكة: شدة الحر.
(28) من ك. ل. وفي الأصل: هذا ضربه.
(29) معجم ما استعجم 254، معجم البلدان 1 / 636) وفيه أقوال ابن الأنباري.

الصفحة 106