كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

وقال آخرون: إنما ` سميت قريش قريشاً بالاقتراش، وهو وقوع الرماح بعضها على بعض. قال الشاعر (85) :
(ولمّا دنا الرايات واقترشَ القنا ... وطارَ مع القومِ القلوبُ الرواجفُ)
وقال الآخر (86) :
(قوارشَ بالرماحِ كأنَّ فيها ... شواطِنَ يُنْتِزَعْنَ بها انتِزاعا) (121)
ويقال: قريش، مأخوذ من التقريش، وهو التحريش. ويُروى بيت الحارث بن حلزة (87) :
(أيُّها الناطقُ المُقَرِّشُ عنا ... عند عمروٍ وهل لذاكَ بقاءُ) 630 - وقولهم: ما في البريَّةِ مِثْلُ فلانٍ
(88)
قال أبو بكر: البرية، معناها في كلام العرب: الخلق. قال الله عز وجل: {فتوبوا إلى بارِئكم فاقتلوا أنفسَكم} (89) معناه: إلى خالقكم. وقال ابن هرمة (90) :
(وكلُّ نفسٍ على سلامتِها ... يُميتُها الله ثُمَّ يبرؤُها)
أي يخلقها. والبرية، تُهمز ولا تُهمز، فمن همزها، أخذها من: برأ اللهُ الخلق، ومن لم يهمزها قال: هي مأخوذة من: برا الله الخلق، مبنيّة على ترك الهمز.
ويجوز أن تكون مأخوذة من " البَرى "، وهو التراب. يقال في مَثَل من الأمثال: (بفيه البَرى، وحُمّى خيبرى، وشرُّ ما يُرى، فأنه خَيْسَرَى) (91) . وقالت بنت عبد المطلب (92) ترثي أباها:
(والرّيس المعلومَ والمُعْتفي ... في كلِّ ما عالَ بني غالب)
(إنْ تُمْسِ في رَمْسٍ عليكَ البَرى ... تسفي عليك المورُ بالحاصب)
__________
(85) لم أقف عليه. وفي الأصل: وإذا دنا. وما أثبتناه من ك، ل.
(86) القطامي. ديوانه 33.
(87) ديوانه 11 وفيه: المرقش عنا.
(88) اللسان (بري) .
(89) البقرة 54. (فاقتلوا أنفسكم) ساقط من ك.
(90) ديوانه 5 (العراق) 56 (دمشق) .
(91) اللسان (برى) .

الصفحة 114