كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

(15) هؤلاء مخُّ القوم، أي: خيارهم. وجاء في الحديث: (نهى رسول الله أن يُضحى بالعَجْفِاء التي لا تُنْقي، وأن يُضحَّى بالأعضبِ القَرنِ والأذن) (69) .
فمعنى قوله: التي لا تنقي: التي ليس لها نِقْيٌ من هُزالِها، وهو المخ. يقال: ناقة مُنْقية: إذا كانت ذات مُخٍّ. قال الشاعر (70) :
(حاموا على أضيافِهم فَشَووْا لهم ... من لحم مُنْقِيَةٍ ومن أكبادِ)
وقال الراجز (71) :
(إنَّ القبورَ تنكحُ الأيامى ... )
(النسوةَ الأرامِلَ اليتامى ... )
(المرءَ لا تنقي له سُلامى ... )
فمعنى لا تنقي: لا يوجد بها نِقْي. والسُلامى: عظم الاصبع.
ومعنى قوله: الأعضب القرن والأذن: المكسور القَرن؛ قال سعيد بن المسيب (72) : هو النصف فما فوقه. وقال أبو زيد (73) : إذا انكسر القرن الخارجي فهو أقصم، والأنثى: قَصْماء، وإذا انكسر الداخل فهو أعضب، والأنثى: عَضْباء. وقد يكون العضب في الأذن، إلا أنه في القرن أكثر. قال الشاعر (74) :
إنَّ السيوفَ غُدوُّها وروحُها ... تَرَكَتْ هوزانَ مثلَ قَرْنِ الأعضَبِ)
والقَصْواء: المشقوقة الأذن، ويقال للذكر: مُقْصى، ومَقْصُوٌّ. قال الأحمر (75) : خرج 142 / أالذكر / على غير قياس، ولو خرج على القياس لقيل: أقصى، كما يقال: أعشى وعشواء.
__________
(69) هو حديثان في غريب الحديث 207 / 2، 209.
(70) الأعشى، ديوانه 100 وفيه: حجروا على ... من شط منقية..
(71) الاشتقاق 36 وفيه: قالت القرشية: وروايته: والصبية الأصاغر..
(72، 73) غريب الحديث 207 / 2.
(74) الأخطل. ديوانه 2 {صالحاني) 90 (قباوة) . والأعضب: الكبير القرن. ويجوز النصب في غدوها ورواحها على البدل أو الظرفية.
(75) غريب الحديث 208 / 2.

الصفحة 12