كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

(نحسُّهم بالبيض حتى كانّما ... نُفَلِّقُ منهم الجماجِمِ حَنْظَلا)
ويقال: حسَّ فلانٌ يَحَسُّ، ويحِسُّ: إذا رقَّ وعَطَفَ. قال الكميت (230) :
(هل مَنْ بكى الدارَ راجٍ أنْ تَحَسَّ له ... أو يبكيَ الدارَ ماءُ العبرةَ الخَضِلُ)
معناه: راجٍ أنْ ترق له وترحمه. وقال الله عز وجل وهو أصدق قيلاً: {إذْ تحسُّونهم بإذْنِهِ} (231) معناه: إذْ تقتلونهم بإذنه. ويقال: سنة حَسُوسٌ: إذا كانت شديدة، قليلة الخير. أنشد أبو عبيدة (232) : (140)
(إذا تَشَكَّوا سنَةً حسوسا ... )
(تأكلُ بعد الأخضر اليبيسا ... )
645 - وقولهم: قد همز فلانٌ في قراءتِه
(234)
قال أبو بكر: الهمز معناه في كلامهم: الاعتماد على الحرف، والغمز له. من 173 / ب ذلك / قولهم. قد همز فلان فلاناً: إذا غمزه بالغيبة والأذى. قال الله عز وجل: {ويلٌ لكلِّ هُمَزَةٍ لُمَزةٍ} (235) . وقال الشاعر (236) :
(تُدلي بودّي] إذا لاقيتني كذباً ... وإنْ تغيبتُ كنتَ الهامزَ اللُّمَزَة)
ويقال: نعوذ بالله من الشيطان، من همْزه ولَمْزه ونفْثه. يراد بالهمز: الغمز، وبالنفث: النفخ. وقال رجل من العرب: الفارة تُهمز. فقال له آخر: السِّنَّورُ
__________
(230) شعره: 2 / 12. وقد سلف 1 / 332. وينظر إصلاح المنطق 215، وشرح المفضليات 295.
(231) آل عمران 152.
(232) مجاز القرآن 1 / 104.
(233) لرؤبة، ديوانه 72.
(234) اللسان والتاج (همز) .
(235) الهمزة 1.
(236) إصلاح المنطق 428 بلا عزو، وكذلك هو في المذكر والمؤنث 571 عن أبي عبيدة، وهو لزياد الأعجم في مجاز القرآن 1 / 263 و 2 / 311، وعنه الجمهرة 3 / 18، وهو مع آخر في شعره 127 (ط. دمشق) عن بهجة المجالس 1 / 404.

الصفحة 132