(17)
507 - وقولهم: إنمّا هم أَكَلَةُ رأسٍ
(83)
قال أبو بكر: معناه: عددُهم قليلٌ، فكأنهم لو اجتمعوا على أكل رأس لكان كافياً لهم. والعامّةُ تلحَنُ في هذا، فتسكِّن الكاف منه. والصواب: أَكَلَة، بفتح الكاف، جمع: آكل. ويقال (84) : آكِل وأَكَلَة وآكِلون؛ كما يقال: كافِر وكَفَر وكافِرون، وكامِل وكَمَلة وكامِلون.
508 - وقولهم: فلانٌ بَيْضَةُ البلدِ
(85)
قال أبو بكر: هذا حرف من الأضداد (86) ، يكون مدحاً، ويكون ذماً. فإذا مدح الرجل فقيل: هو بيضة البلد، أريد به: واحِد البلد الذي يُجتمع إليه، ويُقبل قوله.
أنشدنا أبو العباس لامرأة ترثي عمرو بن عبدود (87) وتذكر قتل علي (رض) إياه (88) :
(لو كانَ قاتلُ عَمْروٍ غيرَ قاتِلِهِ ... بكيتُهُ ما أقام الروحُ في الجَسَدِ)
(لكنَّ قاتِلَهُ من لا يُعابُ به ... وكان يُدعى قديماً بيضةَ البَلَدِِ) (89)
فإذا ذمَّ الرجل فقيل: هو بيضة البلد، أرادوا: هو منفرد لا ناصر له، بمنزلة البيضة 142 / ب التي يقوم عنها الظليم، ويتركها منفردة، لا خير فيها ولا منفعة. / قالت امرأة ترثي بنين لها
__________
(83) الفاخر 257.
(84) ينظر: اللسان (أكل) .
(85) جمهرة الأمثال 231 / 1. فصل المقال 438.
(86) الأضداد 77. وينظر أمالي المرتضى 7 / 2 - 8.
(87) فارس قريش في الجاهلية، قتله الإمام علي في موقعة الخندق سنة 5 هـ. (سيرة ابن هشام 224 / 2) .
(88) ساقطة من ك.
(89) ك، ل: جسدي: والبيتان في الأضداد 77. ونسبهما المرتضى في أماليه 7 / 2 - 8 إلى أخت عمرو بن عبدود، ثم قال: " وقيل: إن الأبيات لامرأة من العرب غير أخته ".