كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

/ (كان رسول الله إذا سجد جافى عَضُدَيه، حتى يرى مَنْ خَلْفَهُ عُفْرَةَ 176 / ب إبْطَيْهِ) (8) .
ويقال: قد عفّرت الوحشية ولدها: إذا أرادت فطامه، فقطعت عنه الرضاع يوماً أو يومين، ثم أشفقت عليه فردّته إلى الرضاع، ثم قطعته عنه. تفعل به ذلك مرّات حتى يستمر. قال لبيد (9) :
(لمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَع شِلْوَهُ ... غبسٌ كواسِبُ لا يُمّنُّ طعامُها)
فالمعفر هو الذي قدمنا تفسيره. والقهد: يقال: هو اللطيف، ويقال: هو من ضرب من الضأن، تصغر آذانُهنّ، وتعلوهنّ حُرة. والغبس: كلاب صفر، يعلو صفرتهن سواد.
ومن المعنى الأول قول أبي هريرة: (لدَمُ عفراءَ في الأضاحي أحبُّ إلى من دم سوداوين) (10) . ويقال: ظباء عُفْرٌ: إذا لم تكن خالصة البياض، تشبه ألوانُها لونَ التراب.
657 - وقولهم: قد غادرته في الموضع
(11)
قال أبو بكر: معناه: قد تركته وخلّفته. وكذلك: أغدرته. قال الله جل اسمه {مال هذا الكتاب لا يُغادِر صغيرةً ولا كبيرةً} (12) . وفي بعض المصاحف: (153) {لا يُغدرُ صغيرة ولا كبيرة} ، ومعناهما واحد. جاء في الحديث: (أن رسول الله ذكر قوماً غَزوا فقتلوا، فقال: ليتني غودرت مع أصحاب نُحْصِ الجبلِ) (13) . أي: ليتني تُركت معهم شهيداً. والنحص: أصل الجبل وسفحه.
__________
(8) غريب الحديث 2 / 142. النهاية 3 / 261.
(9) ديوانه 308، ولا يمن: لا ينقص، وكواسب: تتعيش من الصيد.
(10) غريب الحديث 2 / 142.
(11) اللسان (غدر) .
(12) الكهف 49. ورسمت: مال هذا. بقطع لام الجر في المصحف الشريف (ينظر: المقنع في معرفة مرسوم مصاحف الأمصار 75 وشرح تلخيص الفوائد 94) . وقال المهدوي في هجاء مصاحف الأمصار 85: (ومن ذلك لام الجر، هي مقطوعة من المجرور في أربعة مواضع: في النساء 78: {فمال هؤلاء القوم} ، وفي الكهف 49: {مال هذا الكتاب} وفي الفرقات 7: {مال هذا الرسول} ، وفي المعارج 36: {فمال الذين كفروا} .
(13) غريب الحديث 2 / 198، النهاية 3 / 344.

الصفحة 143