كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

عند النظر والفِكر (21) يقال: مذى يمذي، وأمذى يمذي، والأول أجود.
والمَنِيُّ: ما يخرج عند بلوغ غاية (22) الشهوة، وهو الماء الذي يكون منه الولد، يقال منه أمنى يُمني، ومنى يمني، والأول أجود. قال الله تبارك وتعالى: {أفرأيتم ما تُمنونَ} (23) . وأخبرنا أبو العباس قال: قرأ قعنب أبو السَمَّال الأعرابي (24) : " ما تَمنون "، بفتح التاء.
والوذي: الذي يخرج من ذكر الرجل بعد البول، إذا كان قد جامع قبل ذلك أو نظر. يقال منه: وذى يذي، وأوذى يوذي. والأول أجود.
ويقال: المِذاء، معناه: أن يرسل الرجل الرجال على النساء، والنساء على الرجال، ليكون الاجتماع على الأمر المذموم، يقال: أمذيت فرسي، ومذّيته (25) : إذا أرسلته يرعى.
ويروى: (والمِذال من النفاق) باللام (26) . فمن رواه هكذا قال: أصل المَذَل: الضجر، فإذا ضجر الرجل من حبسه نفسه على امرأته، وأراد الحرام، وضجرت المرأة من حبسها نفسها على زوجها، وأرادت الحرام، كان ذلك مِذالاً. يقال: مذِلت من مضجعي: إذا ضجرت منه. فانتقلت إلى غيره. ومذِلت بسري: إذا ضجرت من حفظه وصونه، فأبديته وأطلعت عليه. ومذِلت بمالي: إذا ضجرت من حفظه وإمساكه، فأنفقته. قال الأسود بن يعفر (27) : (155)
(ولقد أروحُ على التّجارِ مُرَجَّلاً ... مَذِلاً بمالي ليِّناً أجيادي)
__________
(21) ك: الفكرة.
(22) ساقطة من ك.
(23) الواقعة 58.
(24) الشواذ 151. وأبو السمال العدوي البصري، له اختيار في القراءة شاذ عن العامة رواه عنه أبو زيد الأنصاري: (طبقات القراء 2 / 27) .
(25) ك: ومذيت.
(26) غريب الحديث 2 / 263. وينظر اللسان (مذل) .
(27) ديوانه 29. والترجيل: تسريح الشعر، ولين الجيد: كناية عن الشباب.

الصفحة 145