وقال الراعي (28) :
(ما بالُ دّفَّكَ بالفراشِ مَذِيلا ... أَقَذىً بعيِنكَ أم أردتَ رحيلا)
وقال الآخر (29) :
(فلا تَمْذُلْ بسِرِّكَ كلُّ سرٍ ... إذا ما جاوزَ الاثنينِ فاشي)
وقد يقال: مَذَل يمذُل مَذْلاً. ويقال: مذِلت رجلُه: إذا خدرت. قال الشاعر:
(وإنْ مَذِلَتْ رجلي دعوتُكَ أشتفي ... بدعواكِ من مَذْلٍ بها فيهونُ) (30) 177 / ب
659 - / وقولهم: نعوذُ بالله من جَهَنَّم
(31)
قال أبو بكر: في جهنم قولان:
قال يونس (32) وأكثر النحويين: جهنم: اسم للنار التي يعذب الله بها في الآخرة. وهي أعجمية، لا تجري للتعريف والعُجْمة.
وقال آخرون: جهنم اسم عربي، سميت نار الآخرة به لبعد قعرها. وإنما لم تَجْرِ لثقل التعريف وثقل التأنيث.
قال قطرب: حُكِي لنا عن رؤبة (33) أنّه قال: ركِيّة جِهِنام، يريد: بعيدة القعر.
(156) وقال الأعشى (34) :
(دعوتُ خليلي مِسْحلاً ودَعَوْا له ... جِهنَّام جَدْعاً للهجينِ المُذَمَّمِ) قال أبو بكر: فتركه إجراء " جهنام " يدل على أنه أعجمي.
__________
(28) شعره: 124 (ط. دمشق) 46 (ط. بغداد) ودفك جنبك.
(29) قيس بن الخطيم، ديوانه، 235، ونسب في غريب الحديث 2 / 265 إلى سابق البربري، وليس في شعره. وهو في أساس البلاغة (مذل) بلا عزو.
(30) بلا عزو في اللسان (مذل) .
(31) ينظر في (جهنم) : الزينة 2 / 212، المشكل 413.
(32) الصحاح (جهنم)
(33) الزينة 1 / 121، المعرب 155.
(34) ديوانه 95.