كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

514 - وقولهم: قد رُزْتُ ما عندَ فُلانٍ
(116)
قال أبو بكر: معناه قد طلبته وأردته. قال أبو النجم (117) يصف البَقَرَ وطَلَبَها الكُنُس من الحرِّ:
(إذ رازتِ الكُنْسَ إلى قعورِها ... )
(واتَّقَتِ اللافِحَ من حَرورِها ... )
يعني طلبت الظِّلَّ في قعور الكنس. والحَرور: ريح حارة تهبُّ بالليل، والسموم تهبُّ بالنهار. ويقال: السّموم تهب بالليل والنهار، قال الله تعالى {ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ} (118) . وقال تعالى: {ووقانا عذابَ السَّموم} (119) . وقال الشاعر:
(من سمومٍ كأنَّها نَفْحُ نارٍ ... سَفَعَتْها ظهيرةٌ غَرّاءُ) (130) (22)
515 - وقولهم: قد تأَنَّيْتُ الرجلَ
(121) 142 / ب
[قال أبو بكر] : معناه: قد انتظرته، وتأخرت في أمره، ولم أعجل. يقال: آنَيْتُ عشائي: إذا أخَّرْتُهُ. قال الشاعر (122) :
(وآنيتُ العَشاءَ إلى سُهَيلٍ ... أو الشِّعرى فطالَ بي الأناءُ)
ويقال (123) : إنَّ خيرَ فلانٍ لبطىءٌ أَنيٌّ. قال ابن مقبل (124) :
(ثم احتملْنَ أنِيّاً بعدَ تَضْحِيَةٍ ... مثلَ المخاريفِ من جَيْلانَ أو هَجَرِ)
__________
(116) الفاخر 269.
(117) الفاخر 269 واللسان (روز) .
(118) فاطر 21.
(119) الطور 27.
(120) بلا عزو في مجاز القرآن 154 / 2.
(121) الفاخر 272.
(122) الحطيئة، ديوانه 98. وقد سلف 397 / 1 وسهيل الشعرى: نجمان يطلعان في الشتاء في آخر الليل. وقد سلف في 397 / 1.
(123) اللسان (أنى) .
(124) ديوانه 92. [وانظر نقل المحقق في حاشيته، لتوجيه رواية: " أنياً " على هيئة التصغير] والمخاريف، جمع: مخرف، ومخرفة، وهو بستان النخيل. وجيلان: قوم من أبناء فارس نزلوا بطرف من البحرين فزرعوا وأقاموا هناك. وهجر: مدينة البحرين. (ينظر: معجم البلدان: جبلان) .

الصفحة 18